منبر بشائر

الصفّار: الاعتزاز بالدين لا يعني التعصب… بل نموذج حضاري يجذب العالم

جيهان البشراوي: القطيف

أكد سماحة الشيخ حسن الصفّار أن الهُوية الإسلامية تعيش حضورًا متناميًا وفاعلًا على مستوى الأمة والعالم، مما يجعل الاعتزاز بها حقًا مشروعًا، فهي «آخر الرسالات الإلهية وأكملها، وأكثرها انسجامًا مع فطرة الإنسان والعقل ومعطيات العلم».

وشدّد سماحته على ضرورة غرس مشاعر الاعتزاز بالهُوية الدينية في نفوس الأبناء والبنات، بما يعزز ثباتهم في مواجهة التيارات الهادفة لبث روح الانهزامية وزعزعة اليقين.
وأوضح الشيخ الصفّار أن تطوير الوعي الديني بات ضرورة ملحّة لمواكبة التحديات الفكرية والاجتماعية المعاصرة، مؤكداً أن الاجتهاد في فهم الدين واستنباط أحكامه «مسؤولية مستمرة في كل عصر، وليست محصورة في عهد الأسلاف».

وبيّن أن الهُوية الدينية ليست مجرد عنوان أو شعار، بل «التزامٌ بالقيم والمبادئ التي تضبط سلوك الإنسان وترتقي به أخلاقيًا وحضاريًا»، ليصبح الفرد والمجتمع نموذجًا يُلهم الآخرين طريق الإيمان والخير.

وأشار سماحته إلى أن القرآن الكريم يربي المسلم على الاعتزاز بهويته الدينية لأنها تمثل الدين الإلهي والعقيدة الصحيحة، مضيفًا أن المؤمن قد يواجه ضغوطًا أو إغراءات تهدف لإضعاف ارتباطه بدينه، «فيحتاج إلى ما يلهمه الثبات والثقة بإيمانه».

ولفت إلى أن الانتماء الديني حين ينطلق من الوعي والمعرفة يكون أكثر صلابة في مواجهة التحديات، بينما يكون الانتماء الموروث بلا وعي عرضة للضعف والاهتزاز.

وفي مقابل ذلك، حذّر من استغلال العنوان الديني لتحقيق مكاسب شخصية خصوصًا في أوقات الاحتقان الديني والطائفي، مؤكدًا أن الدين «لا يريد هوية شكلية تُستخدم ضد الآخرين، بل هوية واعية تُترجم قيمه في الأخلاق والسلوك».

وقال إن الاعتزاز بالهُوية الدينية لا يعني التعصب أو الانغلاق أو التطرف، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات أضرت بالمجتمعات وشوّهت صورة الدين.

وأضاف أن القرآن الكريم مليء بالآيات التي تحث على العلم والتفكر والتدبر، ليقوم الإيمان على أساس الوعي والمعرفة، وليس مجرد التقليد.

وختم الشيخ الصفّار خطبته بالتأكيد على أن الدين يريد للمتدينين أن يعيشوا «حياة نموذجية مليئة بجودة الحياة والطمأنينة والاستقرار النفسي»، ليكونوا قدوة هداية وإشعاع إنساني للعالم من حولهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى