أقلام

تجربة بو خمسين الكتابية عبر حوار في إذاعة الرياض

رباب النمر

في لقاء أثيري بث اليوم عبر إذاعة الرياض استضافت المذيعة تهاني عطيف ببرنامج صباح المملكة، الكاتب المثقف أمير بو خمسين للحديث حول تجربته الكتابية، وتنوع كتاباته ما بين الحقوق والثقافة.

ودار الحديث حول سبعة محاور .

أولها تناول بدايات بو خمسين الكتابية فقال:

“بدأت أكتب مقالات تتناول العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وموضوعات ثقافية عامة، وكان ذلك في بداية التسعينات حيث كتبت في جريدة الشرق الأوسط والحياة مقالات معدودة ومتنوعة.”.

ودار المحور الثاني حول نجاح التجربة الأولى أو فشلها في تحديد مصير الكاتب، فقال: “لا شك بأن النجاح من أول تجربة، قد يوفر دافعًا قويًا للكاتب للاستمرار، حيث يعزز الثقة بنفسه ويشجعه على مواصلة الكتابة، ومع ذلك فالفشل أيضًا يمكن أن يكون دافعًا وحافزًا للإصرار، فيجعل الكاتب يعيد تقييم عمله، ويتعلم من أخطائه ويسعى لتحسين مهاراته الكتابية، وكم من كاتب كتب مئات المقالات ولم ينشر له، إلا أنه بإصراره على الاستمرارية تحسّن مستواه وتم النشر له فيما بعد من قبل الصحف، والقصة الرمزية المشهورة لكاتب كتب ألف مقالة أو قصة قصيرة لم تنشر أيٌّ منها، قبل أن يبدأ العمل مما لفت انتباه دور النشر، ليصبح بعدها كاتبًا معروفًا. هي قصة تلهم الكثيرين وتؤكد على أهمية الاستمرار في الكتابة والتطوير الذاتي.

على كل حال كلا الحالتين لهما تأثير مهم.. فالنجاح يمكن أن يكون دافعًا، ولكن الفشل ينتج درسًا قيمًا، والكثير من الكتاب المشهورين واجهوا فشلًا قبل أن يحققوا إنجازاتهم. وفي النهاية يتوقف الأمر على ردة فعل الكاتب تجاه كل من النجاح والفشل وكيفية التعامل معهم واستخلاص الدروس.

ومن الأفضل ألّا نسمي ذلك فشلًا، لأن الكتابة في حد ذاتها – ولو كانت مسودّة خاصة لن يقرأها أحد – هي بمثابة نجاح شخص لكاتبها ولو كان مغمورًا”.

وتناول المحور الثالث كتاب (مدخل إلى وعي حقوقي)، وعنه قال مؤلفه: “قصة هذا الكتاب بدأت في عام 90 وكنت مهتمًا بحقوق الإنسان، خصوصًا أن تصادف ذلك مع غزو العراق للكويت، والجميع يتذكر الانتهاكات الحقوقية التي مورست وقتها، ونشرت حينها مذكرات سجين عراقي في جريدة الظهيرة التي صدرت آنذاك أثناء الغزو كملحق لجريدة الشرق الأوسط، وصدرت لتغطية اخبار الغزو العراقي للكويت. ومن هذا المنطلق بدأت في تجميع المادة الحقوقية وتكثيف القراءة في هذا المجال، وبدأت العمل، ووضعت أمامي هدف وخطة عمل لإنجاز كتاب عن حقوق الإنسان، فتم اختيار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م لمناقشته وتقديم دراسة مقارنة مع مجتمعنا العربي والإسلامي، وتم وضع عنوان للكتاب باسم (حقوق الإنسان.. مدخل إلى وعي حقوقي).. تم العمل على الكتاب لمدة سنتين وقد أنجزته ولله الحمد وهو باكورة مؤلفاتي القيّمة حسب شهادات الكثير ممن قرأه، ووفقت بأن تم تبنيه من قبل مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، حيث تم تسليم المادة للأستاذ المرحوم الدكتور خير الدين حسيب مدير المركز آنذاك، لكي يطبعه المركز ” المركز يتبنى دراسات النخبة العربية “، وصدرت أول طبعة ضمن سلسلة الثقافة القومية ورقم الكتاب (24)، وتم التقديم للكتاب من قبل المرحوم الدكتور صدقي الدجاني المفكر الفلسطيني العربي، وتمت طباعته من قبل المركز ثلاث طبعات الأولى عام 1994، والثانية عام 2002 والثالثة 2012، والرابعة عبر دار السكرية في مصر عام 2018، والخامسة تم تبنيها من قبل مكتبة المتنبي في الدمام عام 2022، حيث صدرت الطبعة الخامسة منقحة ومزيدة، وإضافة فصل وتقديم جديد للكتاب من قبل الأخ الصديق الكاتب يوسف الحسن، وقد تم مشاركة دور النشر المشار إليها في معارض الكتاب الدولية للكتاب. ولا يزال الكتاب يعد مرجعًا لمن يريد أن يكتب عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وتحدث في المحور الرابع عن كتابه (نظرات عامة في القيادة والإدارة)، فقال بوخمسين: “الكتاب يهدف إلى اكتشاف المفاهيم الأساسية للقيادة والإدارة، والفرق بين القيادة والإدارة، مع التركيز على كيفية دمج الرؤية الإستراتيجية مع المهارات العملية. ويستعرض أساليب القيادة المختلفة، وأهمية التواصل الفعال، وبناء الفرق، واتخاذ القرارات، وكيفية تحفيز الأفراد لتحقيق الأداء العالي. ويساعد القارئ على تطوير مهاراته القيادية والإدارية مما يمكنه من تحقيق النجاح في مجاله”.

وفي المحور الخامس كان الحديث يدور حول التحديات التي يواجهها الجيل الحالي، وعلق حولها بوخمسين بقوله: “الشباب يواجهون تحديات قد تؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية، منها ضغط التغيير السريع في التكنولوجيا والمجتمع، حيث يسعى الشباب للتماشي مع الاتجاهات الحديثة. والصراع بين القيم حيث يواجه الشباب صعوبة في التوفيق بين القيم التقليدية التي نشأوا عليها والقيم الحديثة التي تروّج لها الثقافة المعاصرة. إضافة للتأثيرات الخارجية كالعولمة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تفرض ثقافات جديدة قد تؤدي إلى هيمنة ثقافات معينة على حساب القيم المحلية. والتحديات الاقتصادية تدفع الشباب إلى التركيز على التحديات المعيشية مما يجعل من الصعب عليهم الالتزام بالثقافة والتراث، وعندما يتواجد في المجتمع من الجيل الأكبر قد يقف عائقا ضد محاولات الشباب في دمج الثقافات، مما يؤثر على ثقتهم في التعبير عن أنفسهم.

هذه التحديات تتطلب الوعي من هؤلاء الشباب للجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي رحلة وعي، تتطلب جذورا راسخة وأجنحة واسعة. وإذا أدرك شبابنا أن هويتهم هي مصدر قوتهم، وأن انفتاحهم على العالم هو طريق نهضتهم، عندها فقط سنصنع مجتمعا لا يذوب في الآخر، ولا ينغلق على نفسه، بل ينهض متوازنًا، مؤثرًا، ومؤمنًا بأن الثقافة هي حجر الأساس لكل حضارة. إذ من خلال هذه الجهود، يمكن للمجتمع أن يخلق بيئة تمكينية تدعم الشباب في رحلتهم للجمع بين الاثنين”

وفي المحور السادس تحدث بوخمسين حول المقالات والكتب التي تربطه بها ذكريات أو مواقف أو ردّات فعل معينة، فقال: (المقال (حين يصبح الأدب علاجًا جماعيًا)، حيث استلمت الكثير من التعليقات والردود على المقال بـالتفاعل مع ما تم ذكره في المقال. أما بالنسبة للكتاب التي لا تزال تربطني به الذكريات وأعده المنتج القيّم الذي وفقت ولله الحمد بتأليفه ” حقوق الإنسان مدخل إلى وعي حقوقي”.

وتناول المحور الأخير المؤلف الجديد الذي يجهزه الكاتب بوخمسين للقاريْ، فقال: ” مع بداية العام الميلادي الجديد 2026، سيصدر لي كتاب جديد يشمل جميع مقالاتي التي نشرتها خلال هذا العام 2025، وهو الأسلوب الذي اتبعته في إصدار كتبي، حيث اعتمدت أسلوب الكتابة للمقالات بأن تصلح لكل زمان ومكان وأن تكون توجيهية، وبالتالي تجميع المقالات وطباعتها في كتاب هو الأسلوب الذي أتبعه، بحيث أحاول إصدار كتاب كل عام”

وفي نهاية الحوار شكر بوخمسين إذاعة الرياض على هذا اللقاء.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى