أقلام

الموت نعمة

ناصر المشرف

الحمد لله على نعمة الموت!

قبل أن تستغرب من هذا العنوان أعلم رعاك الله أن الموت من مخلوقات الله (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

الموت نعمة بل من أكبر النعم التي مَنَّ الله بها على الإنسان عامةً وعلى المسلم بصفة خاصة.

الموت نهاية الحياة ولولاه لكانت الحياة مستحيلة! تخيل أن الموت غير موجود فإن الأرض لن تكفي لأعداد البشر الذين يتكاثرون بالولادات و الطعام و الشراب، لن يكفي أيضًا وسنة الحياة أو العمر ينتقل من ضعف إلى قوة ثم إلى أرذل العمر (وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى‏ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) سوف يكون هناك نسبة كبيرة من البشر في مرحلة أرذل العمر، ونسبة منهم أطفال رضع، ونسبة منهم و هي القليلة الشباب الذين يتوجب عليهم صرف معظم وقتهم في رعاية أطفالهم، وأبائهم، وأمهاتهم الشيبة، وبذلك سوف تُشل حركة الاقتصاد، يعني لا زراعة، ولا صناعة، ولا أي عمل، مما يهدد الحياة بالفناء.

والموت نعمة، بل وسعادة للفرد المسلم، فالمريض منهم بمرض عضال لا شفاء له، أو المعاق يكون الموت نهاية آلامه، حيث تتخلص الروح من هذا الجسم العليل.

والموت نعمة، بل وفرحة للإنسان المظلوم الذي يرى الموت نهاية ظلمه.

والموت نعمة، بل وشفاء للصدور للفرد المسلم، حيث يرى مصير من ظلمه وعذبه، وحرمه من حقوقه من المستكبرين، من الجزاء والعذاب.

والموت نعمة وهناء للفرد المسلم الفقير الصابر، الذي عانى من سطوة الفقر، حيث بعد الموت ينعم بنعم الله في عالم البرزخ.

أخيرًا الموت نعمة كبرى للمؤمنين بالاخص، حيث الانتقال من سجن الدنيا إلى سعة الجنة، ومن مجاورة اللئام إلى جوار النبي صلى الله عليه وآله الكرام.

اللهم صل على محمد والِ محمد

(…. وَاجعَل الحياةَ زيادَةً لي في كُلِّ خَيرٍ وَالوَفاةَ راحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍ …)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى