بشائر المجتمع

مجلس الزهراء الثقافي يناقش الذكاء الاصطناعي وتأثيراته

زينب المطاوعة: الدمام

نظم مجلس الزهراء الثقافي مساء يوم الاثنين الماضي محاضرة معرفية بعنوان «مبادئ الذكاء الاصطناعي»، قدمها الدكتور زيد علي الدولة، وذلك ضمن برنامجه الثقافي في دورته الحادية والثلاثين، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي، تناولت خلالها تطور الذكاء الاصطناعي ومفاهيمه الأساسية، واختُتمت بفتح باب المداخلات والأسئلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بهذه التقنية الحديثة وانعكاساتها المتسارعة على مختلف جوانب الحياة.

استُهلت المحاضرة بتوضيح الخلفية التاريخية للذكاء الاصطناعي، حيث أُشير إلى أن هذا المجال ليس وليد السنوات الأخيرة، بل تعود جذوره إلى خمسينيات القرن الماضي، مع بدايات علوم الحاسوب والخوارزميات.

ومع تطور القدرات الحاسوبية وتوفر البيانات الضخمة، انتقل الذكاء الاصطناعي من نطاق البحث الأكاديمي إلى الاستخدام الواسع في الحياة العامة.

كما تناول الدكتور المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، موضحاّ الفرق بين التعلم الآلي والتعلم العميق باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين للذكاء الاصطناعي الحديث، وكيف تعتمد هذه التقنيات على تدريب الأنظمة بإستخدام البيانات للوصول إلى التنبؤ واتخاذ القرار، مع التأكيد على أن الآلة لا تفكر بذاتها، بل تعمل وفق ما تُغذّى به من معلومات وخوارزميات.

وسلط الضوء على حضور الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، من الهواتف الذكية والمساعدات الصوتية، إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتمد على الخوارزميات في اقتراح المحتوى، مرورًا بالطائرات المسيّرة والسيارات ذاتية القيادة، وصولًا إلى استخداماته في المجالات الصناعية والخدمية.

وأكد أن هذه التطبيقات أسهمت في تسريع الإنجاز، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للأفراد.

كما تطرق الدكتور إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، لا سيما في مجالات التشخيص الطبي، وتحليل الصور، ومساندة الأطباء في اتخاذ القرار، خاصة في المناطق النائية أو الحالات التي تتطلب سرعة التدخل، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة للإنسان لا بديلاً عنه.

وفي جانب آخر، ناقش أبرز التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ومنها فقدان الوظائف نتيجة الاعتماد المتزايد على الأنظمة الذكية، وتراجع الخصوصية، والمخاطر الأمنية، إضافة إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية، خصوصًا على الأطفال، في ظل الانتشار الواسع لمحتوى المقاطع القصيرة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وشدد على أهمية الوعي المجتمعي ووضع ضوابط تربوية وثقافية تحكم استخدام هذه التقنيات، بما يضمن الاستفادة من إيجابياتها والحد من آثارها السلبية.

وتحدث حول تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم، خاصة في ظل اعتماد بعض الطلبة عليه في إنجاز الواجبات الدراسية، وأكدت المداخلات أن هذه التقنيات لا يمكن إيقافها، وأن الحل يكمن في دمجها بشكل واعٍ في العملية التعليمية، واستخدامها كمساعد تعليمي يعزز الفهم، لا كبديل عن التفكير والتعلم.

كما شهدت المحاضرة مداخلات وأسئلة متعددة، تناولت تأثير الذكاء الاصطناعي على المناهج الدراسية، موثوقية المعلومات التي يقدمها، علاقته بالأمن والخصوصية، إضافة إلى تساؤلات حول مستقبله وتأثيره على الهوية والثقافة المجتمعية. وقد أجاب المحاضر عنها بإسهاب، مؤكداً أن التعامل الواعي هو الأساس لتحقيق الفائدة وتقليل المخاطر.

واكد الدكتور الدولة على أن الذكاء الاصطناعي، كغيره من أدوات التقدم البشري، سلاح ذو حدين، وأن مسؤولية توجيهه تقع على عاتق الإنسان، من خلال الوعي، والتشريع، والتربية، وحسن الاستخدام.

وفي ختام المحاضرة، قدّم مجلس الزهراء الثقافي شهادة تقدير للدكتور زيد علي الدولة مع درع التميز، تثميناً لمشاركته القيّمة وإسهامه في تقديم محاضرة معرفية توعوية هادفة، متمنين له دوام التوفيق والنجاح والاستمرار في خدمة المجتمع والعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى