
أمير الصالح
للرحلات الخلوية والسفرات مع الزملاء والأقارب والأصدقاء نماذج وأنماط إدارة مختلفة. نماذج كشتات البرية في فصل الشتاء تختلف عن رحلات الصيف السياحية، إلا أن المُلاحظ أن بعض نماذج إدارة الرحلات الشتوية أقرب لمقولة: “السمكة تضع مئات البيض ولا تسمع لها صوت قط، والدجاجة تضع بيضة واحدة وكل سكان المزرعة يسمعون لها أصوات على امتداد مدة زمنية.”
هذا المقولة هي تعبير مجازي عن أن بعض مُنظمي الرحلات تختلف إدارتهم وطبائعهم وأنماط التفاعل فيما بينهم وبين الملتحقين بهم أو المشاركين معهم، وقد يكون نمط السمكة الهادئ مُجدي مع جماعة أو قروب معين، وقد يكون نمط الدجاجة هو المُجدي مع مجموعة أو قروب آخر . إلا أن العجب العجاب هو أن الجماعة ذاتها والقروب تارة يؤيدون نمط السمكة وينتقدون نمط الدجاجة وتارة يؤيدون نمط الدجاجة وينتقدون نمط السمكة!! الانتقاد المتقلب يصدر دون أي مبرر منطقي. فيجفل البعض ويُعرض من أخذ سبق المبادرة في اقتراح طلعة أو كشتة، ويخشوشن البعض في إمضاء مقترحه بطلعة كشته مع احتمالية تخذيل البعض له.
قراءة بسيطة لهكذا أنماط تحدث في الرحلات الموسمية، فما بين إدارة الحدث بهدوء وتبني كامل المهمات (نمط سمكة)، وإدارة الحدث عبر توزيع المهمات وتحديد رؤساء لجان وعقد اجتماعات والإعلان المبكر (نمط دجاجة).
يعكس الأشكال المتوقعة لإدارة المناسبات الكبيرة داخل المجتمع ذاته والبيئة ذاتها ضعفًا في إثراء التواصل الفعال لإنضاج نماذج مميزة إلا ما رحم ربي. والحمد لله الآن الوضع في تمييز وإن كان محدودًا. ولعل أكبر المناسبات الاجتماعية هي مناسبة الزفاف ومناسبة التعزية.
في مناسبات التعزية تسقط الملامة والعتب والتشره على صاحب العزاء لأنه منفجع بفقد عزيز/ عزيزة عليه. مناسبات الزفاف تتعدد الآراء في النمط الذي يروق للناس، فالبعض يعتب إذا لم يتم اطلاعه مبكرًا على أدق التفاصيل والبعض الآخر يعتذر حتى لو كان في أتم صحة ووفرة من الوقت. وآخرون يتعنون للمشاركة بفعالية حتى لو لم تصلهم الدعوة إلا في آخر لحظة. وصاحب الدعوة ما بين معلن للمناسبة قبل فترة أكثر من كافية لضمان مشاركة أكبر قدر من الأحبة، والسعي الدؤوب لتحديد أسماء المدعوين وتشكيل رئاسة لجان متعددة وتنسيق الترتيبات وتحديد عدد المقاعد وحجم الصالة وعدد الولائم. وصاحب المناسبة متتبع أنموذج آخر يقوم بإنجاز كل شيء بنفسه تجنبًا لتدخلات في آخر اللحظات.
شخصيًّا ارى أن العقلاء في كل قروب/ عائلة /جيران /،حي يناقشون نماذج مناسباتهم (فرح / ترح / كشتة / رحلة/ زيارة / سفرة) ويضعون تفاهمات ترسم خطوط أنموذج ناجح لإدارة أي مناسبة فتصبح عرفًا فيما بينهم يخطون في تحسينه على مر السنين ليصل الأنموذج للأكمل والأنجع والأتم والأكثر عدالة في إدارة المهمات.




