أقلام

الدكتور عمران الحرز: ريادة وقيادة واعية في تخدير الأطفال

د. حجي الزويد

يمثّل الدكتور عمران الحرز أحد النماذج المهنية البارزة في القطاع الصحي السعودي، حيث تتقاطع في مسيرته الخبرة السريرية الدقيقة مع العمل القيادي المؤسسي، في مزيج يعكس فهمًا عميقًا لرسالة الطب، ومسؤولية تطوير الخدمة الصحية، خاصة في مجال تخدير الأطفال الذي يُعد من أدق وأحسّ التخصصات الطبية.

التأسيس العلمي والاختصاص الدقيق:

بدأت رحلة الدكتور الحرز من قاعدة علمية راسخة، بحصوله على شهادة الطب والجراحة، ثم واصل مساره التخصصي في علم التخدير، مع اهتمام خاص بتخدير الأطفال، وهو مجال يتطلب مهارات تقنية عالية، وحسًا إنسانيًا مضاعفًا، وقدرة على اتخاذ القرار في ظروف دقيقة وحسّاسة.

وقد عزّز هذا الاختصاص بحصوله على زمالات وشهادات مهنية معتمدة، ومشاركته المستمرة في البرامج التدريبية المتقدمة، ما مكّنه من مواكبة أحدث الممارسات العالمية في هذا المجال.

الشهادات المهنية التي حصل عليها:

• إتقان الذكاء الاصطناعي في الأعمال

كلية بابسون – بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية (2024)

• القيادة الريادية في القرن الحادي والعشرين

كلية بابسون – بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية (2024)

• القيادة والإبداع في الخدمات الصحية (2022)

• الطب المحيط بالجراحة – كلية لندن الجامعية (UCL) (2020)

• مهارات المدرّب في المحاكاة السريرية (2019)

• الدبلوم الأوروبي في التخدير والعناية المركزة (EDAIC) (2019)

• البورد العربي في التخدير والعناية المركزة (2019)

• البورد الأردني في التخدير والعناية المركزة (2018)

• البورد السعودي في التخدير (2017)

• زمالة تخدير الأطفال (2020) – مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث – الرياض -الهيئة السعودية للتخصصات الصحية

خبرة سريرية تمتد لأكثر من عقد:

يمتلك الدكتور الحرز خبرة عملية تزيد على عشر سنوات في العمل السريري داخل غرف العمليات، تعامل خلالها مع طيف واسع من الحالات الجراحية، لا سيما لدى الأطفال، حيث تتضاعف المسؤولية الطبية، وتبرز أهمية الدقة والاحترافية في التخدير، ومتابعة الحالة قبل وأثناء وبعد العمليات.

وقد عُرف خلال هذه السنوات بانضباطه المهني، وحرصه على تطبيق أعلى معايير السلامة، والعمل بروح الفريق الواحد مع مختلف التخصصات الطبية.

أدوار قيادية وتأثير مؤسسي:

لم تتوقف مسيرة الدكتور عمران عند حدود الممارسة الطبية، بل انتقل إلى العمل القيادي، حيث شغل عدة مناصب مؤثرة، من أبرزها:

• رئيس قسم التخدير في مستشفى الملك فهد بالهفوف

• قائد مسار خدمة التخدير في تجمع الأحساء الصحي

الإسهام في تطوير نماذج الرعاية الصحية ضمن برامج التحول الصحي

ومن خلال هذه المواقع، شارك في صياغة السياسات، وتحسين الإجراءات، وتطوير مسارات الخدمة بما يضمن جودة الرعاية وسلامة المرضى، مع التركيز على كفاءة الأداء واستدامة الخدمة.

مساهمة فاعلة في التحول الصحي:

كان للدكتور الحرز دور واضح في مشاريع التحول الصحي، ولا سيما في:

• إعادة هيكلة خدمات التخدير

• تحسين التكامل بين الأقسام الطبية

• دعم مبادرات الجودة وسلامة المرضى

• المشاركة في لجان التحسين المستمر

وقد انعكس هذا الدور في رفع مستوى الخدمة، وتوحيد الممارسات، وتعزيز كفاءة الكوادر الطبية.

الحضور العلمي والمجتمعي:

حرص الدكتور الحرز على أن يكون له حضور فاعل خارج نطاق المستشفى، من خلال:

• المشاركة في المؤتمرات والملتقيات الطبية المحلية والدولية

• عضويته في الجمعية العالمية للتخدير (WFSA)

• الإسهام في برامج التدريب والتعليم الطبي المستمر

• الإشراف والمشاركة في ورش العمل والمحاكاة الطبية

كما كان له دور ملموس في تدريب الأطباء المقيمين، ودعم برامج الزمالة، خاصة في مجال تخدير الأطفال، إيمانًا بأهمية بناء الكفاءات الوطنية.

دور محوري خلال جائحة كوفيد-19:

خلال جائحة كورونا، برز دور الدكتور الحرز في:

• قيادة الفرق الطبية

• تنظيم العمل داخل غرف العمليات والعناية المركزة

• المساهمة في تفعيل العمليات الجراحية بعد الجائحة

• ضمان تطبيق بروتوكولات السلامة وحماية المرضى والكوادر

وهو دور عكس القدرة على العمل تحت الضغط، واتخاذ القرار في الظروف الاستثنائية.

العمل التطوعي والبعد الإنساني:

إلى جانب عمله المهني، شارك الدكتور الحرز في عدد من المبادرات التطوعية، منها:

• بعثات الحج والعمرة

• الدورات التطوعية في الإنعاش القلبي الرئوي (ACLS)

• الحملات الطبية والمجتمعية

ويؤكد هذا الجانب إيمانه بأن الطب رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة.

رؤية مهنية متوازنة:

تنطلق رؤية الدكتور الحرز المهنية من قناعة راسخة بأن:

• جودة الرعاية الصحية تبدأ من الإنسان

• القيادة الطبية مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون إدارية

• تطوير الأنظمة لا ينفصل عن تطوير الكفاءات

وهي رؤية انعكست في مسيرته، وجعلته أنموذجًا للطبيب القائد الذي يجمع بين العلم، والخبرة، والإدارة، وخدمة المجتمع.

خاتمة:

إن سيرة الدكتور عمران الحرز تمثل مثالًا حيًا على الكفاءة الوطنية التي أسهمت بفاعلية في الارتقاء بالقطاع الصحي، وبخاصة في مجال تخدير الأطفال، حيث تتجسد المهنية العالية، والقيادة الواعية، والالتزام الإنساني في مسار واحد يخدم الإنسان والوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى