بشائر الوطن

(الدماغ الثاني) تحت مجهر الدكتور رائد السليمان

رباب حسين النمر: الدمام

لفت الدكتور رائد محمد علي السليمان إلى أن ورم القولون من أهم الأورام انتشاراً في المملكة العربية السعودية ويعد الورم الأول على الإطلاق لدى الرجال، والثاني لدى النساء، جاء ذلك في لقاء على البث المباشر عبر بشائر ويب يوم أمس الأول، في محاضرة موسومة بـ :
(أمراض القولون
العصبي والمناعي والأورام)، الدكتور السليمان استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير المرارية والعلاجية، أستاذ مساعد وعضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام،ومدير برنامج التدريب في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر.

وتناول السليمان مرض القولون عبر محورين رئيسين: طرح في المحور الأول التعريف بالقولون العصبي من الناحية التشريحية والوظيفية، وطرح في المحور الثاني متلازمة القولون العصبي، وأمراض القولون المناعية، وأورام القولون والمستقيم.
“القولون هو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، وهو جزء بالغ الأهمية في القناة الهضمية، ويسمى أيضاً بالأمعاء الغليظة، حيث إن الأمعاء الدقيقة مسؤولة عن الامتصاص والأمعاء الغليظة مسؤولة عن عدة وظائف مهمة في الجسم، ويبلغ طوله ١٨٠سم، وتحتل هذه المنطقة من الجهاز الهضمي معظم مساحة البطن، وللقولون اتصال وثيق بالمخ والجهاز العصبي المركزي، فقد وجد أن عدد الخلايا العصبية المتواجدة بالقولون قد تساوي عدد الخلايا المتواجدة بالجهاز العصبي، وقد تزيد عنها. ولذلك فإن أية حالة من حالات التوتر والقلق ينعكس مباشرة على وظائف القولون، سواء بالحركة السريعة أو البطيئة أو الإمساك أو الإسهال، ولكل ذلك ارتباط مباشر بالحالة المزاجية”.

وأضاف: ” من هنا تأتي تسميته بالقولون العصبي كونه يتأثر بالتوتر والاكتئاب، أو حالات الخوف التي يعيشها بعض الناس تنعكس مباشرة على القولون، رغم خلوه تماماً من المشاكل العضوية، ولكن المشاكل تكمن في الحالة النفسية”

وأشار السليمان إلى الدراسات التي تثبت أن نسبة انتشار القولون العصبي نسبة كبيرة ٢٠% ففي كل مائة شخص يشكو ٢٠%منهم من القولون العصبي لأسباب متداخلة ومتنوعة تؤدي إلى حدوث خلل في الإشارات العصبية التي تربط بين الدماغ والجهاز الهضمي، قد يكون هناك مشكلة في حركة الجهاز الهضمي نفسه، وقد تكون هناك حساسية من بعض الأطعمة، مثل عدم تحمل السكر الموجود في الحليب الذي يسبب انتفاخات شديدة وغازات وإسهال.
والبعض لا يتحمل مادة الجلوتين في الخبز والمعجنات.

وتحدث السليمان عن سبب مهم جداً ورئيس للقولون العصبي بقوله:

“مادة السيروتونين جداً مهمة، تنقل الرسائل بين الدماغ والقولون أو الجهاز الهضمي، ١٠%من تركيزها بالدماغ، و٩٠%منه في الجهاز الهضمي. ووجدت الدراسات أن الذين يعانون من القولون العصبي يكون لديهم ارتفاع في نسبه هذه المادة.

وأوضح أن أعراض القولون العصبي تعتمد على تكرار المدة، ثلاثة أشهر أو أكثر،وهذا ما يسمى بالمدة الزمنية المزمنة، فتكون هناك آلام متكررة مصاحبة لأعراض معينة.

وحول مثيرات تهيج القولون العصبي قال:
“إن هناك مثيرات معينة لمرضى القولون مثل الحالة المزاجية والنفسية والتوتر، أو طعام معين مثل البصل والثوم غير المطبوخ يتسبب في غازات وانتفاخات أو إمساك أو إسهال. وكذلك
المشروبات الغازية، وكثرة الشاي والقهوة. والأطعمة المقلية، والأطعمة السريعة المشبعة بالدهون junk food، وبعض الخضروات تتعب مريض القولون مثل الملفوف والكرنب والملوخية والباذنجان وقشور الطماطم لأنها تحتوي على ألياف عالية غير قابلة للذوبان فتسبب الغازات، ولكن إذا أزال قشر الكمثرى أو الخوخ أو التفاح يشعر براحة.
وكذلك البقوليات مثل العدس واللوبياء تهيج القولون العصبي وتثير لديه بعض الأعراض”.

وهنا يبرز سؤال في غاية الأهمية:
*متى يجب على الإنسان أن يكون حذراً ويراجع الطبيب؟

حيث لفت السليمان إلى أعراض توجب الحذر، وهيخروج الدم مع الفضلات، وفقدان الوزن غير المبرر، وفقر الدم الناشيء عن نزول الحديد ، ووجود أورام القولون في التاريخ العائلي المرضي.

ثم تطرق السليمان إلى الأمراض المناعية التي تصيب القولون، وهي التقرح ومرض كرون، أو الورم.

وفي ختام محاضرته ألقى الضوء على ورم القولون وبين بأنه من أهم الأورام انتشاراً في المملكة العربية السعودية ويعد الورم الأول لدى الرجال، والثاني لدى النساء، وأوضح أن ورم القولون يمكن منع حدوثه ويمكن التشخيص المبكر لمنع تطوره، وعلاجه في وقت مبكر. وأوصى بإجراء تنظير للقولون مرة كل عشر سنوات، من بعد عمر ٤٥عاماً. لأن المنظار يكتشف بداية الزوائد اللحمية( الورم)، وإذا تمت إزالتها بواسطة المنظار تتم الوقاية بإذن الله من الأورام.
وختم حديثه بقوله:
“الأشخاص الأكثر قابلية للاورام هم من لديهم ورم بالقولون في تاريخ العائلة.

وتقدم السليمان بالشكر والامتنان لصحيفة بشائر الإلكترونية على هذه الدعوة الكريمة ولإتاحة فرصة المشاركة عبرها في سلسلة التثقيف الصحي وعرض بعض الأمور الطبية التي قد تكون لها أهمية كبيرة لدى شريحة واسعة من المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى