أقلام

كيف تكون كاتبًا ناجحًا َصادقًا

زاهر العبدالله

حين يضع الكاتب. لنفسه منهجًا رصينًا يحفظه من الوقوع في المحرمات، فعليه أن يرسم حدود ما يريد كتابته وفق الشريعة الإسلامية المتمثلة في القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام.

فهناك آيات مباركة ترسم هذه الحدود لأي كاتب، فتكون هي مشاعل النور التي يستضيء بها حين يكتب وهي:

قوله تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) }ق، وقوله تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) }الزلزلة، وقوله تعالى:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣) }الصف. ويختمها ويتوجها بقوله تعالى:

{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤)} الصافات.

وغيرها من الآيات التي تنبه المؤمن على أن يكون مسؤولًا عن كل كلمة يقولها. ولو سبرنا سيرة الصالحين لوجدناهم يفعلون ما يقولون وينتهون قبل أن ينهوا غيرهم، ولا يكونون كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:

[هيهات لا يخدع الله عن جنته، ولا تنال مرضاته إلا بطاعته. لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به].

نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) ج ٢ ص ١٢.

فالكاتب الذي يحمل هذه الآيات والروايات حمل المسؤولية العظمى، ويتذكر دائمًا أنه سيقف بين يدي الله سبحانه للحساب سيكون قلمه رسالة سيالة للمجتمع تنبض إيمانًا ورحمة وشفقة على نفسه وعلى من يكتب لهم.

وهنا عدة أمور تساعد الكاتب على أن يكون موفقًا في كتاباته، وهي:

أولًا: حين يقول الكاتب: إن الله سبحانه وتعالى تفضل علي بطلاقة اللسان وحسن البيان واستقامة البرهان فإن ذلك يسمى شكر المنعم، فإذا شكر الله سبحانه وتذكر دائمًا أنه صاحب المن والتفضل فإنه يكون قد وصل لأول محطات الصدق والإخلاص في نيته وصفاء سريرته فيكون مصداقًا لقوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ(٧) }إبراهيم.

ثانيًا: لصقل هذه المهارة على الكاتب أن يقرأ كتب البلاغة والفصاحة والشعر والنثر ويسمع لخطباء البلاغة والبديع من القول كي تصقل مهاراته.

ثالثًا: يبحث الكاتب عن ميدان يخرج هذه الموهبة التي تفضل بها عليه سبحانه وتعالى من مواقع إلكترونية أو ندوات فكرية أو لقاءات أو صحف، ليعرض نتاجه وما سال به قلمه بفضل من الله ورحمته، فتكون محط النقد والملاحظات والتقييم.

رابعًا: أن يرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون ما كتبه نافعًا ومفيدًا له ولمن يقرأ له. يبتغي بذلك وعد الله سبحانه في ثواب نشر العلم.

خامسًا: يسعى الكاتب جاهدًا وجادًا أن يطبق ما يريد قوله للناس قبل أن يكتبه. كي لا يكون عليه حجة يوم القيامة، فيكتب الكاتب وفي جوانحه خوف ووجل وترقب وحذر، لأن المؤمن هو الذي يريد أن يكون صاحب رسالة صادقة لمن حوله من خلال قلمه، ولا يتأتى ذلك إلا إذا استعان العبد بربه سبحانه بإخلاص ثم سأله وتوسل إليه بأحب الخلق إليه، بمحمد وآله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يتقبل عمله ويخلص له في عمله ويحسن في عاقبته.

عند ذلك يكون كاتبًا صادقًا قولًا وعملًا بإذن الله تعالى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى