أقلام

أين انت من أخوتك؟

أنور أحمد

يطرق الحزن من جديد أبواب الإيثار والتضحية؛ ليعلو الحق ويترسخ الإسلام المحمدي، وإن كان المقابل الشهادة والسبي. جسد الإمام الحسين مبدأ الإيثار والإحسان والتكافل الاجتماعي، الذي أسسه الإسلام بالإخوة، فقد كانت رسالته إثباتًا لأهمية ما أسس له لعلو المسلمين، ولأهمية هذه المبادئ الاجتماعيةحثت. السنة النبوية على ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي من خلال الأحاديث والروايات التي تؤكد على أهمية قضاء حوائج الإخوان وإعانتهم. قال رسول الله ( صل الله عليه وعلى آله وسلم) : من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبدالله تسعة آلاف سنة صائمًا نهاره قائمًا ليله) هنا ننظر لأهمية قضاء حوائج المؤمنين ومساعدتهم على العيش حياة كريمة من غير إراقة ماء الوجه، قال الرسول (صل الله عليه وعلى آله وسلم) : لايكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته)
أسست مدرسة أهل البيت على أهمية وضرورة التضامن والتكافل عبر العديد من الروايات والأقوال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : خير إخوانك من واساك.
وقد ترتب على ماذكرنا سابقًا من أحاديث أهل البيت
أن التكافل من أهم العبادات التي ينال صاحبها الكثير من الثواب والأجر، ولأثره في الدنيا قبل الآخرة، وعلى المقصر في هذا الجانب التحذير والويل عن الصادق (عليه السلام) : من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته وجبه لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة) وتوضح شدة التحذير أهمية الأمر، إذ يتمثل في الحفاظ على التماسك الاجتماعي والحد من الآثار المترتبة من التحولات الاجتماعية. ومن هنا أحببت أن ألفت الانتباه إلى أمر قد غفل عنه البعض من حيث لايعلم أن كثير من ساهموا في إيصال مصاب أهل البيت من إخواننا المؤمنين من الخطباء والرواديد تعطلت بهم السبل ولم يجيدوا صنعة أخرى غير السعي في خدمة الحسين وغزا الشيب رأسهم في هذا الطريق ولم يشتكوا ضعف الحال، فهم يرون علوهم وكرامتهم من الحسين الجائحة التي أوقفت أحوالهم وأجلستهم عن المشاركة في خدمة الرسالة، جازيناهم بالتجاهل والنكران ولم نتحسس حاجاتهم متأسين بأهل البيت، ونحن لا نتفقد حاجة إخواننا، كان أهل البيت يحثون أتباعهم على الإحسان، وذلك من حرصهم على توفير الحياة الكريمة وترسيخ مبدأ الإخاء وكان من علامات شيعتهم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (أختبر شيعتي بخصلتين: المحافظة على أوقات الصلاة والمواساة لإخوانهم بالمال فإن لم تكون فاعزب ثم اعزب ) وبعد كل هذا أين تجد نفسك؟ هل أنت ممن يتفقد إخوانه أم من المقصرين؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى