أقلام

مَحْجِرٌ يَشْرَقُ بِالدَّمعِْ

أحمد اللويم

(في رثاء آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم “قدس الله سره”)

أرى إن جفّ من ماءٍ (فراتُ)
تجفّ من (العراق) النائبات

بربك يا (عراقُ) متى تغني
وتضحك في مراياك الحياة؟

وهل فرضٌ عليك (عراقُ) حزنٌ؟
فلا نعيٌ يكف ولا نعاة

كأني إذ نعى الناعي إماما
نُعِيتَ إليَّ فاختنقت رئات

وكدت أغص في آه تلظت
قد انشطرت لها فزعا لهاة

يروع القلبَ أحزانٌ وحسبي
بجفني أدمع متوجسات

أراني قد بكيت به حسينا
كأن (الطف) يبعثها الممات

سرادقكم بني (طه) معد
وأبواب العزاء مشرعات

رأيت الحزن فيكم غير حزن
يذكرني بمن في (الطف) ماتوا

بدمع العين أسبغه وضوءًا
تقام بلون فقدكم صلاة

وأوجع ما تَصوَّره شعور
(عليٌّ) حوله طافت رفات

ولم يك جفنه يغفو وفيه
من (الطف) الطيوف القانيات

يودعه العراق ومقلتاه
بفيض الدمع دجلة والفرات

وحسب (الحوزة) استوفته ركنا
إليه تشد رحلتها الجهات

هو العلم الذي امتلأت يداه
وفاضت من يديه الأعطيات

أَوَدَّعْتَ (الحكيمَ) (عراقُ) قل لي؟
فهل للآن تملكك الأناة؟

ألم تسلم لقهر الموت يأسا؟
أما انكسرت من الصبر القناة؟

من (الطفِّ) اجترحتَ سبيل مجد
وسار بلحن آهتك الحداة

تسائلك الحواضر عن علوم
فكان من (الحكيم) لك التفات

فمذ صلى اليراع على يديه
ووضأت اليقين به الدواة

مضى للعلم يطلبه حثيثا
ولم تخذل رؤاه الأمنيات

شعاع بصيرة وأصيل رأي
تشع به حروف نيرات

يتيه بها الكتاب ودفتاه
وتنشر عرفهن المكتبات

أقم تمثاله في ساح وعي
لتدركه العقول الواعيات

ليحمله الخلود لألف جيل
فتُرأَبَ أعصر متصدعات

كأن دموعنا (سِوَرٌ) تهامى
على صفحاتهن (البسملات)

فنشكر أدمعا لبست رداء
حسينيا فهن مقدسات

وما لي لا أقدس فيك دمعي
وفيك من (الحسين السبط) ذات

يقال القيد آسر معصميه
فهل أسرته بالذل الطغاة؟

أصيل في النضال نماه نزف
لجرح الطف ورثه الأباة

مضى والعلم آثار سمان
تميد بها المتون المثقلات

هوامشها متون شف عنها
صحيح عنه قد صمتت رواة

وحق لمثله شكر ندي
تبل به العصور القادمات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى