أقلام

سيارات في مهب الريح

رباب حسين النمر

يعمل سنوات عدة، ويضخ مالًا في صندوق ادخاره ليحصل على مبلغ محترم يمكنه من شراء سيارة فارهة يحلم بها.

يحافظ عليها أشد المحافظة، ويخشى عليها مجرد خدش صغير أو إصابة عابرة، فيقودها ببراعة وحذر، ليتفاجأ صباحا بإصابات مزعجة في جسد سيارته المدللة الفارهة أحدثها مجهول ومضى.

سيناريو عبثي يتكرر كثيرًا في مختلف الأحياء والمدن والقرى، بشكل فردي أحيانًا وبشكل جماعي يشمل سيارات شارع أو حي بأكمله في أحيان أخرى! ويكبد الملاك خسائر فادحة، ولا يستطيعون غالبًا معرفة الفاعلين ولا أهدافهم من وراء أعمالهم التخريبية!
وقد يكون الحي المُستهدف متميزًا بامتلاك السيارات ذات الجودة العالية والأثمان الباهضة، ومن الماركات العالمية المعروفة.

ويتخذ هذا التخريب أشكالًا عدة:
فقد تتعرض السيارات إلى خدش هياكلها بسن حاد
تهشيم زجاجها، أو رشها بالأصباغ، أو ضرب جسمها بجسم ثقيل أو حاد او. تجريحه، أو تكسير مرايا السيارات وإتلافها.

وتعرف عمليات تخريب الممتلكات أو التخريب الهمجي أو الوندلة (بالإنجليزية: Vandalism)‏ بالتصرف المقرون بالتخريب وتدمير الممتلكات العامة أو الخاصة. وغالبًا ما يتم عبر التحطيم أو عبر الجرافيتي. وأصل الكلمة بالإنجليزية مشتقة من شعب الوندال، (بالإنجليزية: Vandals)‏ الرومانيون الذي كانوا بسبب حبهم للتماثيل أو الرموز المقدسة لديهم يقومون بتحطيم جزء منه، ولذلك فإن بعض التماثيل الرومانية تنقصها يد أو جزء من الرأس أو غير ذلك. ويعاقب قانون معظم دول العالم على هذه الأعمال.

وهناك دوافع مختلفة للتخريب، نذكر منها:
1- التخريب الاحتجاجي بتحطيم ممتلكات عامة وخاصة، ويتسم بالإجرام مثل تعريض
أنفاق المترو في فرنسا للجرافيتي، لإظهار احتجاج المغتربين هناك من سوء معاملة بعض الفرنسيين لهم.
2- التخريب الاعتراضي الناتج عن غضب بعض الأشخاص من قرار حكومي ما أو طلب ما، مثل رمي القمامة في بعض الأماكن التي يُطلب من الناس فيها بعدم رمي القمامة، فإنهم يقومون بذلك اعتراضًا على القرار.
3- التخريب المنظم الذي تقوم به عصابات وأشخاص مقنّعون حتى لا تتعرف عليهم كاميرات المراقبة.
4- التخريب العبثي الاستهتراري الذي يقوم به بعض الأطفال والمراهقون اتفاقًا للتسلية، والعبث، وحب التجريب، والشقاوة المحضة، وإظهار الاستهتار

وطبعا إعادة دهانها أو معالجتها مكلف، وأحيانًا نلاحظ خدوش على بعض السيارات، فبعض العابثين، أثناء غيابك،

وتوجد الآن تقنية جديدة تسمح لك أن تعرف من الذي عبث بسيارتك أو اعتدى على ممتلكاتك، وهى جهاز استشعار إلكتروني يقوم بالكشف الذكي عن الأضرار التي يمكن أن تصيب جسم السيارة، عن طريف حاسة لمس لجسم السيارة الخارجى.
ويستخدم النظام لوحة رقيقة جدًا يمكن لصقها على الجانب الخلفي من جسم السيارة، ويمكن للنظام الذكى باستخدام تقنيات دقيقة الكشف عما إذا كان أحدهم يقوم بالعبث بالسيارة من الخارج حيث تجهز السيارة بنظام تحديد المواقع، وبكاميرات تقوم بتصوير المخرب أو العابث وإرسالها إلى المالك فورًا. وتهتم كبرى شركات صناعات السيارة بهذه التقنية الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى