أحمد الخرمدي
بالتحديد يوم الثلاثاء الرابع من شهر رجب 1445 هجرية، رحل عن عالمنا المؤرخ الكبير والباحث في شؤون الآثار والتراث الأستاذ عبد الخالق الجنبي ” رحمه الله ” رجل العطاء والإبداع والإنجازات العظيمة، وهو من الأوائل الذين ساهموا في نشر الوعي المعرفي والمحوري الذي يحاكي تاريخ المنطقة، إضافة إلى المساحات الكبيرة والاهتمامات المتنوعة التي يمتلكها في مجال الثقافة والأدب والشعر منذ الصغر .
فقيد الوطن رحل بصمت، وسوف يبقى دمعة حزن لا تجف، وحرارة في القلوب لا تنطفئ على رحيله.
فقيدنا الباحث والمؤرخ الجنبي له من البحوث والمؤرخات السخية التي عمت أرجاء الوطن الغالي، منها ديوان ابن المقرب الُعيوني، فهو رحمه الله من رواد الثقافة ورجل العلاقات العامة والتواصل الإجتماعي في المملكة والخليج والعالم العربي.
الجنبي -رحمه الله- إنسان متواضع يتمتع بروح عالية وإيمان صادق ورآي نافذ، وولاء مخلص لوطنه ومجتمعه وعمله، بالرغم مما يعانيه -رحمه الله- من ظروف صحية صعبة وخاصة في الآونة الأخيرة من عمره، إلا أنه تميز بحضوره المتألق في ديوانيات ومنتديات الأدب والثقافة والفكر، مثل ملتقى الأهالي، محاورًا ومحاضرًا ومفكرًا وباحثًا، وله ندوات راقية ومتنوعة حول الآثار الخزفية، وآثار الحجر الصابوني، وآثار دلمون في جزيرة تاروت التاريخية وغيرها الكثير، وقد أكد في أكثر من لقاء بأن ” القطيف ” القديمة التاريخية تحتوي على المئات من المواقع الأثرية والتراثية، منها ما هو ظاهر ومنها ما هو مدفون، ومؤكدًا أن ” تاروت ” الجزيرة من أهم مراكز الآثار في المملكة والخليج، وإن التل الذي بُنيت عليه قلعة تاروت الأثرية فيه أثار مهمة وفق الباحثين الغربيين الذين زاروا المنطقة قبل عقود، وطالب ” الجنبي ” -رحمه الله- أن تتاح للباحثين الفرصة وتوفر لهم المساحة الكافية ليبدعوا في عملهم كباحثين، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يا ترى سوف تخلد ذكرى جميلة للتاريخ وللأجيال منقوشة تحمل اسمه وفاءً لما قدمه طيلة خمسين عامًا وأكثر من حياته؟
رحم الله الفقيد، الباحث والمؤرخ الوطني الكبير الأستاذ عبد الخالق أبا عبد الجليل، صاحب القلب الواسع والأخلاق الفاضلة والتسامح، صاحب الابتسامة المشرقة.
لروحه الطاهرة الجنة والخلود في عليين، وللوطن ولذويه ومحبيه عظيم الأجر والمثوبة.
