أقلام

عشر دول صامدة بوجه كوفيد 19

رباب حسين النمر.

المحيط الهادي أكبر مسطح مائي على وجه الأرض، ذلك الفضاء المائي الرحب بلونه السماوي الأخاذ الذي يسيطر على رقعة واسعة من خارطة الأرض احتضن في جنوبه حكاية عشر دول كانت بمعزل عن الجائحة العالمية وكأن المحيط الأزرق شكل لها حماية طبيعية وعزلاً عن العالم وفلترة أبعدت عنها شبح الفايروس، فلم تسجل حالات إصابة مؤكدة.

بالطبع يتسلل الفضول إلى المتلقي كي تنقشع علامات الاستفهام التي علقت برأسه حول هذه الدول العشر الصامدة في وجه الفايروس الذي اجتاح معظم دول العالم، وربما لم تعبره هذه الأسماء قبل الآن، وهي:

بالاو، جزر سليمان، توفالو، ميكرونيزيا، ساموا، تونغا، فانواتو، كيريباتي، ناورو، جزر مارشال.

ولكن: لا يعني عدم تسجيل إصابات في هذه الدول العشر الرابضة على جزر في جنوب المحيط أنها بقيت بمعزل عن التأثر بالوضع العالمي الراهن، ولا سيما التراجع الاقتصادي، كونها بلدان سياحية تعتمد في مدخولاتها المالية على السياح الأجانب القادمين من آسيا وجزر المحيط الهاديء.
وقد اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات خوفاً من تسلل ذلك الكائن الصغير الذي لا يُرى بالعين المجردة إلى داخلها، واختراق أمنها الصحي، فعملت على إغلاق حدودها كاحترازات وقائية من خطر تفشي وباء كورونا.
وأغلقت محلات بيع الهدايا التذكارية، وخلت المطاعم من الزبائن، وأصبح نزلاء الفنادق مقيمين تحت وصاية الحجر الصحي.

وقد حظرت حكومات الدول العشر دخول سفن المسافرين وسفن الشحن الآتية من دول مصابة بالوباء، وبقاء سفن النفط والحاويات 14يوماً في البحر قبل أن يُسمح لها بأن ترسو في موانئها، وقامت بإيقاف إصدار تراخيص الصيد، مما أثر في قطاع صيد الأسماك. هذا فضلاً عن الكم الكبير من الوظائف التي خسرتها خلال الجائحة ولا سيما في قطاعي: الفنادق والمطاعم، كما تراجعت نسب صادراتها إلى الخارج المتمثلة في أسماك الزينة وسمك التونة.
وعلى الرغم من تهديد السكان بالفقر بسبب إغلاق الحدود إلا أنهم لا يرغبون بفتح الحدود خوفاً من تسلل المرض، وبالتالي الفناء وقد اكتفوا بالمنتجات الاقتصادية المحلية كونهم مزارعين وصيادين.

ولكن: ماذا يمكن أن تفعل الدول الخالية من فايروس كورونا كوفيد 19؟

إجراءات قصيرة الأمد، وهي التي اتخذتها وفي قمتها إغلاق الحدود، وواحد طويل الأجل وهو انتظار ابتكار لقاح للمرض، تماماً كما ينتظر ملايين البشر لقاحاً آمنا ضد كوفيد19 يحمي الثغور الصحية، ويعيد الحياة إلى سابق عهدها.

وتثبت قصة الجزر العشر أنك قد تتغلب على فايروس كورونا فلا يصيبك، ولكنك لن تستطيع التخلص من تبعاته الاجتماعية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى