أقلام

طفلٌ على بابِ الحياة

حوراء الهميلي

كان لي طفلٌ على بابِ الحياةْ
حاملًا في كفِّهِ اليمنى
أزاهيرَ
وفي اليسرى بقايا أمنياتْ

ثغرُه شهْدٌ مُقطَّرْ
خدُّه مسكٌ
وكافورٌ
وعنبرْ
وله وجهٌ مُدوَّرْ
كيف لا أسكرُ أكثرْ؟!

فرحٌ أبيضُ طفلي
مثلُ ضحكاتِ المطرْ
غافلَ العيدَ وفي فجرِ انبعاثِ الخلقِ بالغيبِ انهمرْ

بيد أني لا أراه!

ربما في جَنَّةِ الأطفالِ نائمْ
ربما يختالُ ما بين الحمائمْ

ربما راقتْ له أمٌ هناكْ
يا ملاكًا يسكن الفردوسَ
مالي
لا أراكْ؟
يا احتشادَ الوردِ في أضلاعِ صدري
كلما أغفو أرى سرْبَ العصافيرِ استقرتْ
قربَ نهْري
ما عداكْ
هل تراك احتجت عمرًا فرَّ من قاموسِ عمري؟!

لم لا تمشي وتعثر
فوق سجادة قلبي
ياصغيري
داخلي شيءٌ تَكَسَّرْ!

***
قلتُ للغيماتِ : قُصِّيهِ
غفا في سلةِ الأحلامِ
لكنْ أغفلتْه
جرَفَ النهرُ صغيري نحو بحرِ السرمديةْ

لم يهجِّئْ قَطُّ :
( أمي )
لم يتأتئْ لثْغةَ الأشياءِ لم ينطقْ باِسمي

كم هززتُ المهدَ في ليلِ الحكاياتِ
على سُلَّمِ أشواقي
ولم يعبأْ بحلمي

أجهضَ الحبُ شعوري وانطفأتْ!
كالقناديلِ الحزينةْ

لا دعاءٌ يُمطر الروحَ بآياتِ السكينةْ

كان لي طفلٌ على بابِ الحياةْ
قبل أنْ يُولدَ
ماتْ!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى