أقلام

لاخير في كثير من نجواهم

صالح المرهون

ذكرنا حول أهمية الأخلاق إن من يمارس العبادات الظاهرية الكاملة دون الاتصاف بالأخلاق بالمعنى الذي ذكرناه فهو كجسد ميت، لا فائدة فيه، ولا تقوى عنده، ولا دين لديه، فالدين اعتقاد وعمل، والعمل لا يعني مجرد العبادة فقط، فالعبادة المجردة ماهي إلا وسيلة لإصلاح النفس الذي هو وسيلة ومقدمة لإصلاح المجتمع، الذي هو الغاية، إذن(لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو نهى عن منكر أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا)
فبعيدًا عما ذهب إليه المفسرون من عدم الدقة والضيق عند بعضهم في تفسير هذا النص، أقول:إن الخير هو الانعكاسات والتأثيرات الإيجابية المادية وغير المادية على الوضع المجتمعي للإنسان بمفهوم عام، والنجوى هنا هي المناجات أي العبادة المجردة لله، والنص يخبرنا بأن العبادة المجردة لله تكون ناقصة في الخير إذا لم تتجسد إلى واقع ملموس في التعامل مع الغير والنفع العملي للمجتمع البشرى، وأورد النص سبلًا لهذا النفع على أنها تطبيقات بمعنى أن الصدقة وهي نافعة للمتصدق وللفقير، والإصلاح بين الناس نماذج للخير المطلوب أولًا، أي هي تطبيقات لوجه عام موجود وهو النفع العملي في مطلق موارد النفع،
وربما نستطيع من هذه النظرة العمومية النظرة الخاصة التي قال بها المفسرون،
والقصد النهائي أن العبادة والمناجاة بين العبد وربه، وإن كان يجزي بها خيرًا الإنسان إلا إنها أوجدت أصلًا كي تكون عملية شحن للإنسان بطاقة خيرة تترجم إلى الواقع بالسليل التي ترفع بالواقع إلى مايريد الله، وبالطبع مايريده الله هو ماينفع الناس كلهم، بمعنى أن العبادة المجردة هي حالة ابتدائية لحالة ثانوية أهم، وتكون هنا غاية وهي إصلاح المجتمع،
اللهم إصلح ذات نفوسنا إنك سميع مجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى