أقلام

الرومانسية في زمن النسوية Romantic Era vs. Feministic era

أمير الصالح

– “ليس من شيم الرجال تعنيف النساء
– و ليس من انوثة النساء مشاكسة الرجال بكل صلافة ”
تلكم الجملتين اعلاه وددت ان اؤكد عليهما لان الدعوة الى التكامل بين النساء و الرجال خير من دعوات التنافر بينهما ، و المقال المسطر ادناه يوضح ذلك بشكل اكثر .

أستعرض بشكل عام مسيرة و نتائج : بجهود مضنية على امتداد عقود ، حصلت نساء دول عديدة غربية و عربية حقوق إنسانية و مواطنة متكافئة و حقوق قانونية منصفة بدرجات متفاوتة . أنتجت فيما أنتجت الى أقتحام المرأة لقطاعات مهنية و ميادين حياة متعددة ، كانت الى الامس القريب حصرية على الرجال على مدى عقود من الزمن. و هذا الإنجاز محل افتخار و اعتزاز لكل الساعيات و الساعين بكل صدق و وفاء لزرع مفاهيم العدالة و مقابلة الإحسان بالإحسان بين الرجل و المرأة و تفعيل أداء الادوار التكاملية بين نصفي المجتمع و تجذير الاستقرار و الرحمة .

الا إنه في السنوات الاخيرة ، أخذت بعض النساء المحتقنات في عدة مناطق من العالم في التعبير عن ازدراءهم للرجال بصور مقززة و منها استرجالهن حتى اطلق البعض عليهن لقب النسويات . و هناك عدة نسخ من مفهوم النسويات ، منها المطالبة بالحقوق و المساواة و هي النسخة الاصلية ؛ و منها نسخة الداعيات الى الخصومة الدائمة مع الرجال و المناداة بالتعري لمنطقة الصدر في اجسادهن و الخث على التنصل عن مسؤولياتهن الاسرية و التعضيد للعلاقات النزوية العابرة مع كل من هب ودب باسم الحرية الشخصية و التسويق للتنمر على مفهوم الاسرة .

بشكل عام ، ما يفسد اجواء التعاطف في تحقيق النساء لمكتسبات الحقوق داخل بعض المجتمعات الشرقية هو الجرأة المفرطة من قبل بعض النساء في مناكفة الرجال و مشاكستهن المستمرة و المعلنة و تجرد بعضهن من الأخلاق الحميدة و عدم احترام بعضهن للعادات الاجتماعية المقبولة و القيم الحضارية و الشرعية الراسخة ، و تمادي البعض منهن بقلة الادب و المجاهرة بالفسق. من جملة الزلات التي يرصدها البعض و الصادرة من النسويات النسخة المطورة هو الاستعداء الواضح و الصريح و المستمر من قبل النسويات ضد اخوانهن من الرجال كما يعبرن من خلال تطبيقات منصات التواصل الاجتماعي . و تحريضهن لبنات جلدتهن في كره الرجال و التمرد على مفاهيم البناء الأسري و الترويج للتنمر و الازدراء في منظومة الحياة الزوجية و الدعاية في هجران البيوت العائلية و الهجران العاطفي و استخدام اللاذع من القول و التبرج المقيت .

لعل التفسير لوجود تلك النسخة المطورة من النسويات هو : فيزيائيا نعلم بان “لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة و معاكسة له في الاتجاه “، هذا ما ينطق به بعض النسويات في تبرير سلوكهن العدائي و المناكف نحو كل الرجال و التشفي منهم و معاملة المحسن و المسيئ بذات المعيار . و قد يكن تلكن العدائيات هن ضحايا زواج فاشل أو علاقة محطمة أو ضحايا تعليق مستطال او تم سلب حقوقهن من الميراث أو ضحايا عادات اجتماعية بالية.

هكذا استعداء من قبل بعض النسويات نحو الرجال سيجعل كوكبنا الصغير والمُثقل بالمتاعب ، مشحون بالمزيد من المصاعب و القلاقل و زيادة نسبة الطاقة السلبية و زيادة كثافة الكره . فصلا عن هذا و ذاك فان الحصيلة في هكذا حركات نسوية سلبية و تصادمية سيجعل من مفهوم الزواج و تكوين الاسرة على المحك .

في المقابل النساء الراشدات يؤمنون بان المرأة الصالحة هي عمود اصلاح العلاقات الأسرية و الإنسانية و اجعال هذا الكوكب اكثر ودية و محبة و سعادة بمساهمة المرأة كما الرجل . و ان حضن الأم و الزوجة هو المهد الأول لزرع و إطلاق مفاهيم الاستقرار و الحب و الكرامة . ندعو و إياكم لتفعيل اواصر المودة في العلاقات الاسرية لكون الزوج و الزوجة بحاجة للرومانسية اكثر و إخذال كامل دعوات النسوية التصادمية و خلق تفاهمات لمعالجة كامل ملفات الحقوق للنساء و نزع فتيل الاحتقانات . نعول و اياكم لوجود رجال راشدين و نساء راشدات لتجاوز ظاهرة النسوية العاصفة بمجتمعات افتراضية و واقعية و اعادة الاعتبار الكامل و التام لحياة افضل . و من الحكمة ان نصف هذه الحالة: ” بعض من اخواتكم بغوا عليكم فساهموا بالحكمة في معالجة هذا الامر “. و قديما قيل :
في الخصام ، ‏ يعتذر الأكثر حباً وليس الأكثر خطأ .

مصطلحات
النسوية : اطرق تعريف النسوية عدة صور ذهنية بناء على اشكال تعابير مجموعات النسوية عبر العالم بين المطالبة بالمساواة في الجندر و بين التصادم و التنمر على الجندر الذكري و الدعوة لاكثر من ذلك . يعتقد الكثير من الناس بان حركة النسوية هي عضوية المرأة التي تعادي الرجال لمجموعة من النساء ممن ينفرن من النظام الذكوري للمجتمع . و هناك عدة اطياف منهن و ليس من العدل تنميط النسويات في قالب واحد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى