أقلام

ميثاق المودة

م. أمير الصالح

سورة المائدة، آية 23، صفحة 111
(قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَ عَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

ما هي سمات أولئك الرجلان اللذان رسما خطة محكمة لنجاح أبناء قومهم على تحقيق النصر ورد كيد الآثمين؟ هل الذكاء المجرد هو سمتهما أم الإيمان بالله مع النخوة والمروءة معجونة بالذكاء والوعي والفطنة والشجاعة والدراية والعلم كانت سماتهما. وماهي الآليات التي أوصلت أولئك الرجلين إلى درجات عالية من اليقين والتوكل على الله لتحقيق النصر والإطمئنان بالظفر به.

حتماً الإيمان يتطلب من الإنسان الوفاء بالعهود والمواثيق ليكسب أنعم الله وإلهامه وكبير هباته والحصول على الوعي الكبير لصنع مستقبل ومجد زاهر له ولأبناء قومه الصالحين.

ما الفرق بين العهد والميثاق؟
العهد أشمل من الميثاق. و العهد يشمل: الوصية، والأمان، والموثق، والذمة.

الميثاق: عقد أو عهد مؤكد بيمين ضماناً للوفاء بما تم التواثق من أجله، سواء أكان بين الله وخلقه من النبيين أو البشر، أو كان الميثاق مما يعقده الناس فيما بينهم.

أُطر الميثاق في آيات الكتاب المبين: دقق في الامور التي وردت بعد كلمة الميثاق في الآيات القرانية الكريمة التالية:

سورة المائدة، آية 14، صفحة 110
(وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‏ أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ)

سورة المائدة، آية 12، صفحة 109
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيل).

سورة البقرة، آية 83، صفحة 12
(وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى‏ وَالْيَتامى‏ وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)

سورة البقرة، آية 84، صفحة 13
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ)

سورة البقرة، آية 93، صفحة 14
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

نعم، نحن معنيون بالميثاق:
سورة الأحزاب، آية 7، صفحة 419
(وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى‏ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)

سورة الحديد، آية 8، صفحة 538
(وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

الوفاء لاهل الميثاق:

سورة آل عمران، آية 81، صفحة 60
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى‏ ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)

التحذير من نبذ الميثاق:

سورة آل عمران، آية 187، صفحة 75
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مايَشْتَرُونَ)

سورة النساء، آية 155، صفحة 103
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)

جني ثمار الوفاء للميثاق:

سورة المائدة، آية 7، صفحة 108
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)

سورة الرعد، آية 20، صفحة 252
(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ)

جحود الميثاق:

سورة المائدة، آية 13، صفحة 109
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى‏ خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

سورة المائدة، آية 14، صفحة 110
(وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‏ أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ)

ختاما:
الإدعاء الزائف من قبل البعض من أنهم المقربون لله أو أن دماءهم دماء ملائكة أو أنهم محبي أحباب رسول الله أو انتماءهم لحفظة كتاب الله قد يعفيهم من المحاسبة والمسألة أو أنهم إستثناء من أي عقوبة طبقا للعدالة الآلهية إدعاء خاوِ لن ينجيهم ولن يعفيهم عن المساءلة والمحاكمة عند الوقوف أمام الله يوم الحساب.

سورة المائدة، آية 18، صفحة 111
(وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى‏ نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)

بعد هذا، ما هي نقطة الإنطلاق الخارجية في توثيق مصاديق الوفاء في إنجاز عهودنا مع الله جل جلاله على جانب الصلاة والحج والصوم والحجاب للنساء. يبدو أن من أفضل مصاديق إنجاز المواثيق مع الله ورسوله وكتابه هو التعبير الحي والصادق في إظهار مودة آل بيت النبي على مدى العصور والدهور بمظاهر لبقة وحضارية وانسانية معبرة عن كامل الكرامة.

سورة الشورى، آية 23، صفحة 486
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)

فلينظر كل مسلم صادق ومؤمن بكتاب الله، كم هو وفي لهذا الميثاق وذاك المطلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى