أقلام

رحمك الله يا أبا هشام

ســعــد بن عبد العزيز المقيرن

حبيبنا الغالي أبا هـشام
بعد أيام مضت اسـتوعبنا فيها حـقيقة ” الحياة والموت ” ها نحن نناجيك وأنت حقًّا تحت التراب وكأنك لم تفارقنا وستظل تتوطن قلوبنا، فكم من ميت وهـو بذكراه كسائر بين الأحياء

” إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون ”

افـتقـدنا بفـراقك الطيب الذي تفوح منه مبخرة قـلبك الكبير، وبذكرى فراقك لن ننسى طيب المعشر وصفاء السريرة، كنت تملك من الخُلق والتهذيب والسمعة الطيبة ما تعجز عن وصفه كلمات محب عابـرة. نشهد الله بأنك منظومة من المبادئ والقيم سمت بك إلى السماء  فلم نسمع منك إلا أطيب الكلام وأجمل القول، إن تحدثت عن تاريخ أهـلنا وأرضنا ملكت مسامع الجميع، وتجولت بهم في كل معلم جميل من إرث الآباء والأجـداد، فما كنت إلا عارفًا بتواريخ الأحداث تبهر كل من جالسك، وتمتلك حواس كل من حولك، إلى أن أصبحت رمزًا وطنيًّا في توثيـق سيرة وطـن عظيم وشامخ وذلك لا يتأتى إلا للثقاة الأوفياء أمثالك الذين استهواهم التاريخ وسارت بأحاديثهم الركبان، كم من مرة أخذتنا بحديثك في حارات الرياض تسرد سـيرة ملوكنا وأهلها بيتًا بيتًا بأطيب الكلام وأعـذبه، رحمك الله فعلى مر السنين والأيام لم ينجح أحد من محبيك في استفزازك وكانت أقسى كلمة تخرج منك ” اركد بارك الله فـيك ” فكـم أحببناها وألفناها فعشقتها القلوب والأفئدة وهي تتردد فوق شفاهك صدى عذبًا تترنح بها آفاق المجالس وتسعـد بها قلب كل جالس، ونحن حولك عشاق الحديث الماتع الذي تديره علينا في كؤوس السرد والحكاية بكل فن ودراية، تسافـر بنا عبر العصور، دون ملل أو فـتور، فلم نسمع منك يوما كلمة ( ولو سهوًا ) تخدش جمالك ورقي مقامك، وإن ما يخفف مصابنا فيك يا حبيبنا هـو إيماننا أن هـذا هو طريق كل مخلوق ونشهد الله على محبتك وحقك علينا هو الدعاء لك بالرحمة والمغـفـرة ومن بشائر الخير هو ما شاهدناه من تفاعل وطني كبير أظهر مكانتك وحب الناس لك في كل مكان ومن كل الأطياف.
أما أسـرتك الكريمة فأقـول لهـم : لي أن أهـنئكم بهـذا المقام الذي وضعه الله من محبة الناس لوالدكم فـفي الحديث القدسي الشريف (إذا ﻻحب الله عـبدًا حببه إلى عباده) والناس شهداء الله في أرضه، أدعو الله تعالى أن يرفع مقامك ويعـلي درجتك آمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى