أقلام

العصابات والاحترافية في غسيل الأموال

جواد المعراج

إن غسيل الأموال يصنف من الأساليب الإجرامية التي تهدف لإخفاء المصادر المالية غير المشروعة، وذلك من خلال المحافظة عليها بطريقة خفية أو تحويلها لحسابات أو نقلها لأماكن محددة أو إدارتها بأية وسيلة حتى لا تنكشف قانونيًّا في الحسابات وخانة المشتريات النقدية، إضافة إلى ذلك استثمارها في أعمال ووظائف ومشاريع محددة.

– ومن الأمثلة على غسيل الأمول هي:

1-بيع المخدرات: التكسب من بيع مواد ممنوعة بطرق غير شرعية، وبعد ذلك يتم إدارة الأموال من خلال استثمارها على سبيل المثال في أعمال معينة كبناء مشاريع أو محلات أو تحويلها للجمعيات والخدمات الخيرية أو القطاعات والشركات الخاصة بطريقة احترافية، وذلك من أجل إخفاء الجناية حتى لا تعلم الجهة القانونية بالأساليب الجنائية التي يتم ممارستها من قبل مافيا المخدرات والعصابات.

2- التجارة بالجنس: هو أحد أنواع التجارة التي تصنف من استغلال البشر في مجال ممارسة العلاقات غير الشرعية بمختلف أشكالها تارة تكون بين الأولاد الصغار والرجال الكبار وتارة بين النساء، وبعد التكسب من تلك النقود يتم استثمارها وتحويلها مثلا لأشخاص يعرفهم الفرد الذي يغسل الأموال وبهذا يقوم بالأشتراك مع مجموعة من الناس حتى يتم توزيع جزء معين من الأموال بشكل فوري ومخفي، من أجل عدم انكشاف الجناية عند إستخدام تلك الأموال في مشتريات محددة.

كما يعبر الإتجار بالجنس عن نقل الأفراد من خلال الإكراه والخداع أو القوة إلى ظروف استغلالية، ويكون مرتبط بالجريمة المنظمة، وهناك مثال على ألمانيا التي أصبحت مكانًا للاستغلال الجنسي للبشر، فضلًا عن مجال نشاط لمجموعات الجريمة المنظمة من جميع أنحاء العالم.

وتشير دراسة أو احصاءات محددة إلى أن هذا النوع من التجارة يصل لأرباح 32 مليار دولار أمريكي سنويًا. وطبقًا لمنظمة العمل الدولية فإن 20.9 مليون إنسان يعدّ ضحية لتجارة الجنس، و22% منهم (4.5 مليون) هم ضحايا الاستغلال الجنسي.

3- غسيل الأموال في المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة: تتم عملية اختلاس الأموال من خلال وجود محسابين أو مسؤولين كبار لديهم مسؤولية على الخزائن المالية والحسابات في الشركة أو القطاع، وبعد ذلك مثلا يتم سرقة جزء كبير من تلك الأموال من خلال التلاعب بها أو تغيير قيمتها حتى لا تنكشف الأرقام المالية الضخمة بشكل واضح تجاه الجهة القانونية.

4-الرشوة التي يستخدمها غاسل الأموال: هناك طرق أخرى كاستخدام الرشوة في لحظة تحويل الأموال لتلك الشركة أو المؤسسة التي يكون المسؤول عنها مدراء أو مسؤولون متلاعبون ومتفقون ومتسترون على من يغسل الأموال في هذا المجال، وذلك كي تكون بينهم تبادلات مالية مشتركة حتى يحافظوا على مصلحة وأرباح محددة بطريقة احترافية وإجرامية تجعل المشرفين والجهة القانونية لا تكتشف الجناية عند وضع تساؤلات تجاه كل قطاع ومؤسسة معينة.

– كيف يتم كشف أساليب غسيل الأموال؟

1- على سبيل المثال طرح أسئلة من قبل الجهة القانونية على شخص يغسل أموال وقام بشراء سيارة فارهة كالروز رويس أو بنتلي وغيرها من مركبات فارهة أخرى وهو على رأس وظيفة معينة، من هنا تقوم الجهة بإجراءات مبنية على إيجاد أدلة وإثباتات على كيفية جلب هذه الأموال الضخمة، وبعد إيجاد الأدلة يتم مصادرة الأموال غير الشرعية وإيقاف من يغسل الأموال.

2- وجود أدلة وإثباتات وخطابات وأوراق مؤكدة تثبت أن هذه الأموال غير معرضة للغسيل، ويتم التلاعب في المعلومات والأرقام والقيمة المالية في الأوراق حتى لا تنكشف الممارسة الجنائية، ولكن إذا كان المشرف محترفًا والجهة القانونية خبيرة في كشف الجناية التي تحصل في المؤسسات والشركات الخاصة يتم مصادرة تلك الأموال وإيقاف الموظفين.

3- تشديد الإشراف على الحسابات والإدارة عن طريق وضع القوانين الصارمة في القطاعات والشركات الخاصة، كمراقبة كل موظف أو مدير أو محاسب أو مسؤول على قسم معين حتى لا تتم عملية السرقة وإخفاء جناية غسيل الأموال بأي وسيلة، ولهذا فإن الإشراف والمراقبة عامل مهم في جعل كل منظمة ناجحة لديها الأمانة في التعامل مع المواطنين.

4- التشديد على مراقبة المشتريات من قبل الجهة القانونية في مختلف الثغرات التي يستخدمها المواطنين والموظفين الذي يشترون مثلًا أغراض غالية الثمن أو مركبات أو يقومون ببناء مشاريع محددة في البلدان الإسلامية والملتزمة بالقوانين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى