أقلام

إيحاءات قرآنية (٨)

سيد أمير العلي

يمتاز دعاة الرسالة الدينية الإصلاحية -أو هكذا ينبغي- بمواصفات سلوكية وعلمية، تجعلهم محلّ ثقة لمن يعرفهم، ومحطّاً لآمالهم في تحقيق ما يعود بالنفع والمصلحة لمجتمعاتهم، وهذا ما يمهّد الطريق لاستقبال ما يطرحونه من أفكار ورؤى ومشاريع.

لكنّنا نجد في كلّ مجتمع من لا تعجبهم أيّ دعوة إصلاح وتغيير؛ لأنّها تؤدّي إلى واقع جديد قد يسلبهم بعض امتيازاتهم غير المبرّرة، فيتّخذون كلّ السبل للوقوف بوجهها، ومنع امتداد تأثيرها. ومن أشدّ طرق ممانعة التغيير التي يمارسها هؤلاء هي الضغوط النفسية، من خلال إلقاء اللوم على دعاة الإصلاح،  وإظهار خيبة الأمل فيهم، حين لا يستخدمون ثقة الناس لتكريس الواقع الفاسد. وإذا لم ينجحوا في احتواء المصلحين، وإيقاف مشاريعهم التغييرية، فإنّهم ينتقلون إلى التشكيك في دعواتهم، والتشويش على ما تتضمّنه من عناصر القوّة.

ما أريد التأكيد عليه هنا، هو خطأ هذا الأسلوب في التعامل مع الأفكار والمشاريع الفكرية والاجتماعية، فكما أنّ مجرّد التغيير ليس دليلاً على صحّة الفكر، فكذلك ليس هو دليلاً على بطلانه، والأجدى هو الرجوع إلى أدلّة كل فكرة، ودراستها بالقدر الممكن من الموضوعية.

(قَالُواْ يا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا،
أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا،
وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
سورة هود؛ ٦٢.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى