بشائر المجتمع

الأمة تندب نبي الرحمة في ذكرى رحيله

 

بشائر – الدمام

في ختام برنامج الليالي المحمدية لحسينية الناصر بسيهات، تناول الشيخ محمد السمين مضامين خطبة الوداع التي رسمها النبي صلوات الله عليه كخارطة لنجاة وتأسيس لـ أمته، ومن بين خمسة أسس تتعلق بحقوق الفرد من ناحية تشريعية وإنسانية بالمجتمع الإسلامي أساس: مسيرة الحكم بعد النبي صلى الله عليه، والركيزة الأولى لسلامة الأُمَّة وصِيانَتِها عن أي زَيغٍ عقائدي مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم “أَيُّهَا النَّاس، إِنِّي تَركتُ فيكُم الثَّـقَلين، كِتابَ اللهِ وَعِترَتِي أهلَ بَيتي”.

مشيراً من خلال خطبته إلى أن “الوصية” التي حمّلها المسلمين اتجاه علي عليه السلام  بتعيينه خليفةً وإماماً  تُدحض احتمالات احتملتَها مجموعة من الفِرق والمذاهب الأخرى بشأن الخلافة بعد الرسول الأعظم، حيث قالت بعض الفرق بأول الاحتمالات: أن النبي غاب عن ذهنه أن يعيّن خليفة بعده، والاحتمال الثاني: أنه أوكل الخلافة لمجموعة لم يشار إليها بأسماء أو مقاييس ومواصفات معينة، أما الاحتمال الثالث والأسوأ  في حق رسول الله: أنه أهمل هذا الجانب ولم يوصي بخليفة من بعده، وهذه الاحتمالات يرفضها العقل والتاريخ بسيرة حياة النبي محمد صلوات الله عليه كونها تضعف بفكره وشخصه كقائد للأمة الإسلامية.

وأكد الشيخ السمين على أهمية إحياء ذكرى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مستوى الأمة الإسلامية بجميع أطيافها، مشيراً إلى أنها من أهم المناسبات التي تشكل “محور تحول الشريعة من النبوة إلى الخلافة – الإمامة  – وقضايا الأمة”.

كما كان للسيد مجاهد الخباز في حسينية بو حليقة بحي السلام، وقفه مع الرسول الأعظم – مُـحمـد – صل الله عليه واله، وإيضاح لـ آية “وضع الوزر” الواردة بسورة الانشراح، أشار فيها إلى قول المفسرين بنزول هذه السورة بعد سورة الضحى، إذ أن محتوى السورتين واحد وكلتيهما جاءتا لعرض النعم التي أنعمها الله على – محمد النبي – حتى يسّلى هم قلبه بما أصابه من إعراض، وتنكيل المشركين به، والعقبات التي واجهت دعوته، فكانتا بمثابة الدفعة المعنوية لمواصلة الدعوة.

كما أشار إلى أن بعض الروايات ومنها – رواية الإمام الصادق ( ع ) – “تُرجح أن السورتين بالأصل هما سورة واحدةً فلا يجوز قراءة إحداهما دون الأخرى بركعةٍ، لكونهما سورة واحده”.

 

وفي مركز مشكاة ونور قال الشيخ عبد الله النمر إن الحديث عن رسول الله ونحن نعيش ذكرى ارتحاله ذو شؤون وشجون، ويتبادر للناس حين قراءة توصيفهم في الاستئذان الثاني الوارد في مفاتيح الجنان ” اَدِلَّةَ التَّوْحيدِ، وَاَشْباحَ الْعَرْشِ الْمجيدِ، الَّذينَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكاً لِحِفْظِ النِّظامِ” أن تلك الأشباح ظلال الأشياء وهو بخلاف ما يكون المقصود في هذا المقام.

وبيّن أنه من خلال الحديث المروي عن الامام محمد الباقر نعرف مكانة رسول والمقصود بالأشباح التي هي ظل نور أبدان نورانية ووجود نوري مجرد وهو مؤيد بروح القدس، وأشار أن الأرواح كالبذرة التي تنمو لتصبح شجرة كذلك الروح البشرية تترقى للقدسية.

ونوه إلى ضرورة فهم المعاني الواردة في المرويات التي تذكر رؤية الأشباح عن يمين العرش، ” فالعرش ليس محدودا بيمينه يعنيه عالم الأرواح والأشباح مقابل شماله ما نتج من هذا العرش أن الوجود حالة ترقي وتَنزل”، وأضاف أن لوجود رسول الله عمق وأثر ومعنى، فأصل وجود الكون وجود رسول الله، فرسول الله جاء وكله حرقة وأمل وألم مشاعر أن يستنقذ الانسانية ليس لبني قومه في زمانه إنما ليستنقذ البشرية جمعاء.

وفي مأتم شباب أئمة البقيع بحي السلام، بيّن الشيخ أحمد رجب المعنى المراد من – صفة أمي – التي أختص بها النبي الأكرم ( ص ) والواردة في شاهدين بالقرآن الكريم – على نحو الخطاب العالمي- لا الشخصي.

 

وأوضح من خلال بيان معناها وهو ( أصل الشيء ) من الجذر لكلمة ” أم “، حقيقة الرسالات والنبوات السابقة بكونها ممهدةً للرسالةِ والبعثةِ المحمدية. مشدداً في ختام حديثه على دورنا في معرفة عظمته (ص) عبر القرآن الكريم.

إلى ذلك شارك بإقامة العزاء نهاية المجلس الرادود مظاهر الشناف، وسط حضور للمعزين بمصاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

بمركز دار البيان الذي أحيا ذكرى وفاة الرسول الأعظم بحي المحمدية توجهت الأستاذة أمل الناصر للمعزيات بكلمة تطرقت فيها لكيفية التعامل مع القلوب المريضة بالمعاصي في محورين، أولهما: عدم التشهير بمن لم يجاهر بمعصيته لما يترتب عليه من هتك للحرمات وغيبة، ثانيهما: مواجهة المذنب المجاهر بوجه مُكفهر كما قال أمير المؤمنين عليه السلام “تحببوا إلى الله ببغض أهل  المعاصي”.

وأوضحت أن النبي محمد جاء بـمنهج، شريعة، رسالة وأحكام تحقق: “السمو نحو الكمال” وهو عنوان كلمتها من خلال سلامة روح الانسان وقلبه من الآثام الظاهرية التي تتمثل بالسلوكيات المنحرفة، والباطنية منها التي تتخلل في أعماق ونوايا واعتقادات الإنسان حيث أنها  تُمرِّض القلب وتعيق طريقه نحو الكمال، هذا وقد ختُم المجلس بقراءة رواية ومصاب نبي الأمة محمد صلى عليه واله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى