بشائر المجتمع

الشيخ محمد الناصر.. وخطبة أول جمعة لشهر ربيع

رقية السمين، فاطمة الشيخ محمد الناصر – الدمام

أثار السيد علي الناصر إمام مسجد الحسين (ع) -العنود- بالجمعة الأولى من ربيع الأول ١٤٤٠ بخطبته قضية ” النشوز الزوجي ” وهي أحد القضايا الشرعيّة، المجتمعية، والمعيشية التي عرّفها بأنها: تمرد الزوجان على حقوقهما الزوجية اتجاه بعضهما على حد سواء.

 

وأوضح يتمثّل نشوز الزوج بالإيذاء الجسدي والنفسي وتمنّعه عن أداء تكليفه الشرعي بالإنفاق على زوجته بقوله: (إن على الزوج أن يحترم الزوجة وأن يرعاها وأن يؤدي حقها وإلا تسقط كل حقوقه عليها).

وتابع مؤكداً بالسياق نفسه (إن الناشز -الزوج- تسقط كل حقوقه الزوجية فلا يجب على الزوجة أن تُطعه بفراشه وواجباتها الخاصة من أمور البيت).

وأشار أن ما يترتب على الزوج يترتب على الزوجة – الناشز- بسقوط حقوقها الشرعية واستحقاقها لها إن لم تحفظ حقوق زوجها في نفسها وبيتها مع حرمة خروجها من بيته إلا بإذنه.

وختاماً ربط الناصر هذه القضية بوصية نبي الرحمة (ألا وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي) “، التي خطّت للأمة منهجيّة لبلوغ الاستقرار العقائدي والمعيشي، مستشهداً بالآية الكريمة (والعصر إن الإنسان لفي خسر) وشددّ قائلاً:” إن كل إنسان لم يلتزم بما نصّ عليه رسول الله ويأخذ به بحياته فهو من الخاسرين”.

 

وفي جهة أخرى من العنود أكد الشيخ محمد الناصر مكانة الجار في الإسلام وأنه “أحد العناوين التي جعلها الله تعالى في البرنامج التكليفي للعباد، وذكر أن وصية الإمام علي عند وفاته شددت على ذلك ” الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم مازال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثكم” خلال خطبة يوم الجمعة.

 

وبين الناصر أن الجار لقربه كأنه فرد من أفراد العائلة وبما تقتضيه الجيرة من التعاملات اليومية من اللقاء والزيارة والمساندة وحتى المشاركة في الأفراح والأحزان، وأشار إلى الآية القرآنية التي تخص الجار بالإحسان ” الجار ذي القربى والجار الجنب” فالجار ذي القربى الجار المسلم والجار الجنب الجار الغير مسلم.

وذكر أن للجار حق الرحم وحق الايمان وحق الجيرة، وتعددت الحقوق في المرويات ومن ضمنها زيارته عند مرضه وان مات المسير مع جنازته وحتى عند البناء تراعيه فلا تحجب عنه الريح باستطالته وإن اشتريت فاكهة فاهديها منه أو قدمها سرا، هذه الحقوق جميعها تبين سبب تشديد وصية الإمام علي على الجيران.

وأثار الناصر تساؤلاً، يستشف من خلاله مقام الجار والجوار ” هل الاهتمام بالجار والجوار يشكل أهمية في حياتنا الاجتماعية؟ نعم، أنه يحقق المعاني السامية والأخلاق الانسانية ويعززها ويترك أثر الأمن والأمانة السلمي والأهلي، عندها يظهر بركات ذلك على المجتمع”

 

وختم خطبته بالجانب الآخر من الجيرة السيئة والتي تعوذ منها رسول الله (أعوذ بالله من جار السوء في دار اقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه، وإن رآك بشر سره).

وأما في حديث جمعة مسجد الرسول الأعظم بحي الدانه تزامنا مع ذكرى وفاة نبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بيّن الشيخ عبد المحسن الطاهر النمر مقامات الولاية المحمدية من خلال تناول ثلاثة محاور.

وذكر بأولاها مقام” العطف والشفقة” حيث أن النبي صلوات الله عليه وآله ارتبط بأمته بكافة أطيافها واختلافاتها رباطاً عاطفيا عميقاً بالدرجة الاولى فكانت دعواه لهم محبةً وعطفاً ورحمةً وخشيةً عليهم من خسرانهم للدنيا والآخرة.

وبالمحور الثاني مقام “إقامة الحجة” على الخليقة واستحقاق الهلاك للمنكرين لولاية ورسالة محمد (ص) كونه “خطاً فاصلاً بين الإنسانية بطبيعتها في ضلالها والهمجية وطبيعتها الاخرى المسؤولة التي تحاسب على أفعالها”.

 

وبآخر المحاور تناول الشيخ النمر أتم وأشمل وأهم مقام “الولاية العظمى للرسول” كما جاء ببيان من الله عز وجل بكتابه الكريم “النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم “، واختصهم بعد تكفلّه بحمله هذه الرسالة السامية حباً بهم كما عبّر الشيخ: “بحالة من حالات الحنان والرأفة والرحمة ” آخذاً إياهم اتجاه أنوار الحق بعيداً عن ظلمات الظلم والجاهليّة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى