بشائر المجتمع

الحاجي يناقش حقيقة انتشار الأمراض الوراثية

فاطمة الشيخ محمد الناصر _ الدمام

سلط المهندس عبد الحميد الحاجي الضوء على مدى رؤية الناس للمشكلة وبُعدها الظاهر بشكل بسيط، أما عمقها فلا يدرك حقيقته غالبا، ممثلا ذلك بالأمراض الوراثية والتي لا يعنى بها بالصورة الفعلية المطلوبة، كأمراض الدم والسرطان والأمراض العقلية والاعاقات، وأثار محورا أساسيا من التساؤل، “ما هي حقيقة انتشار الأمراض الوراثية؟”، مبينا رغم انتشار أمراض الدم في الشرقية إلى الآن لا يُعرف ما هي أسباب المشكلة؟ خلال محاضرته في ملتقى سفينة النجاة بالدمام.

واستعرض احصائيات الهيئة العامة للإحصاء والتي احصت اسباب عدد الوفيات في المملكة الناتجة عن أسباب غير طبيعية كالشيخوخة، حيث أن معدل 64.4% وفيات نتيجة الأمراض الوراثية، و18% نتيجة الحوادث المرورية والتي يذهب ضحيتها الكثير من الشباب، مضيفا أن معدل انتشار الأمراض السرطانية في المملكة لا يختلف عنه في الدول الغربية، وإن المميز والنادر والمختلف في السعودية أن معدل المصابين يقل عشر سنوات عن المعدل العالمي، أي أن الأعمار التي يدركها المرض غالبا تتراوح بين 30 و35 ويكون المرض في حالة أشرس وأصعب في العلاج، معلقا أن هذه الصورة تعطي رؤية لمشروع جينوم للأمراض الوراثية تلخص في كلمتين “موت الشباب”.

وأثار الحاجي رؤية اجتماعية حساسة تدور حول وفيات الآباء في عمر الشباب نتيجة الأمراض الوراثية وما يترتب من متغيرات اقتصادية ونفسية في وضع الأسرة بشكل خاص السعودية، ملفتا أن الآباء العجلة الاقتصادية للأسرة وبوفاته تتعرض الأسرة للتدهور المعيشي، كما يؤثر ذلك بشكل كبير على تربية الأبناء فالأب صانع وخالق الفرص لهم وليس مجرد عائل.

ورصد ملاحظات اجتماعية واقعية في المجتمع العربي، لتصدعات أسرية نتيجة وجود طفل معاق أو يحمل مرضا مزمن، مبيناً أن الحاصل في نهاية المطاف طلب الطلاق من أحد الطرفين وانسحابه ليبحث عن حياة أكثر هدوءً واستقرار بسبب الكلفة النفسية والمعنوية التي تعرض لها الوالدين، ملفتاً أن الحديث عن الأمراض المزمنة والإعاقات في السعودية يوجد به نوع من التجهيل، وأبدى عتبه الشديد نحو الاعلام والاعلاميين تحديداً في تناولهم لهذه الموضوعات وتغيب الحقائق حول الاعاقة والامراض المزمنة وإظهارها بشكل بطولي ومثالي وبنجاحات وإبرازها كنموذج عام لبقية المعاقين، مبيناً أن المعاقين يعرفون أنفسهم ومقدراتهم من غير مبالغات، فتصوير كل الاطفال المصابين بالتوحد والاضطرابات السلوكية أنهم عباقرة مصداقاً غير صحيح أبداً فقليل منهم من يظهر بتفوق معين.

واختتم الحاجي أن ما نقوم به في مشروع جينوم هو إيقاف السلسلة الرهيبة من تناقل الأمراض الوراثية من جيل لآخر، وعدد عدة أمراض وراثية غير متوقع تواجدها في السعودية ومنها أمراض لا يمكن علاجها ولا يوجد دواء لشفائها، وتضمنت المحاضرة مداخلات الجمهور واستفساراتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى