بشائر المجتمع

اضطرابات فكرية وسلوكية تتشكل في بواكير الطفولة

رقيةالسمين_الدمام

أقام مركز “طفلي المبدع” بحي العنود أمسية تربويّة في طليعة الشهر الجاري،بمناسبة يوم الإعاقة العالمي، قدمها الدكتور مهدي الطاهر بعنوان “الطفولة وبنية الشخصية المستقبلية”، مبيناً خلالها معنى الشخصية ومكوناتها، والمؤثرات في بنيتها، أسباب اضطراباتها، وأهمية السنوات المبكرة في حياة الطفل وشخصيته المستقبلية.

وعرّف الطاهر الشخصية من منظور عالم النفس “جوردون ألبورت” على أنها: تنظيم ديناميكي للأجهزة الجسميّة والنفسية للفرد، والتي تميزه وتحدد سلوكه وفكره، مُلفتاً النظر إلى عمق المنظور الرسالي التأسيسي لهذا التنظيم في وقت سابق على الإنجاب، كما قال رسول الله (ص): “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس”.

وشدد على أهمية العناية بـِ باكورة السنوات الأولى الثلاث، التي تشكل نسبة 60% من النمو النفسي والفسيولوجي لـ مكونات شخصية الطفل، المتمثلة في قناعاته، معتقداته، انفعالاته، وقدراته.

كما أوضح بأن: “الأبعاد النفسية، والعقليّة، والاجتماعية، الموروثة والمكتسبة لشخصية الطفل المستقبلية تحددها سنوات الطفولة المبكرة، مما يستدعي وضع خطة استراتيجية لبنائها من قِبل الوالدين بناءً قوياً قبل الإنجاب”.

وأشار إلى أن الاضطرابات الفكرية والسلوكية التي تتشكل منذ بواكير الطفولة وتصبح أكثر رسوخاً بالانتقال لمرحلة الرشد يمكن تفاديها، إذا ما تم التركيز على تنمية قدرات الطفل النفسية، الاجتماعية والعقليّة بالتربية قبل تعليمه وإكسابه أي سلوك جديد، و تطويره ورعايته بعين المسؤولية، الوعي، والمحبة.

وأرجع اختلاف الشخصيات من طفل لآخر إلى أسباب بيئية ووراثية، أكد على ذلك بقوله: “أن الجينات الموروثة والبيئة الأولى لحياة الإنسان في رحم أمه يشكلان عاملان أساسيان، ثم يتولّد العامل الثالث بعد الولادة في بيئة النشأة وهو” التفضيل الشخصي”، بمعنى التركيبة النفسية للفرد، مدللاً على ذلك بِـ اختلاف شخصيات الأطفال الأشقاء الذين نشأوا في بيت واحد وأسرة واحدة”.

كما أوضح الطاهر عدة آليات تتحكم بمنظومة بنية الشخصية، منها: ثبات نموذج القدوة في التفاعل والتعاطي مع السلوكيات الإيجابية والسلبيّة بشكل مستمر، وتقبل أنماط الشخصيات المتفاوتة في خصائصها من طفل لآخر بدرجة متساوية، إذ أنها آليات تعزز صلة الأبناء بذويهم، وتخلق لديهم دافعاً للمبادرة مستقبلاً.

وتابع في السياق ذاته أن آليةَ التفاهم مع مراعاة الفروق العمرية، وإبراز التعاطف في التعامل بعيداً عن التزمت أمرٌ مهم لبناء شخصية الطفل المستقبلية، وتساهم في صنع إنسان سويّ، من شأنه أن يساهم في إصلاح المجتمع.

وفِي ختام الأمسية، حرصت إدارة مركز طفلي المُبدع على إطلاع أولياء الأمور على الركن التعليمي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تضمن وسائل وأدوات تعليمية من  إبداعات عمل المعلمات بالمركز.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى