بشائر المجتمع

السمين في خطبة الجمعة..الزهراء مثال يحتذي به الرجل والمرأة

رقية السمين، إيمان الموسى _ الدمام

تزامناً مع ذكرى وفاة سيدة نساء العالمين، بدأ سماحة السيد علي الناصر السلمان خطبته ليوم أمس الجمعة  بالآية الكريمة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } بجامع الإمام الحسين بحي العنود، وذلك بذكرىٰ وفاة السيدة  فاطمة الزهراء عليها السلام، بعد أن توجه بالعزاء لصاحب العصر والزمان
-عجل الله فرجه- والعالم الإسلامي أجمع.

وأشار من منطلق  حديثِ ووصيةِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أوصيكم بكتاب الله وعترتي أهل بيتي )، إلى مقام  سيدة نساء العالمين فاطمة بنت النبي الأكرم، كأحد أهل بيته المعصومين الأربعة عشر، الذين وجبت طاعتهم والاعتقاد بعصمتهم لِـ إقترانهم بـ القرآن الكريم، مبيناً مجيء واو العطف بين كتاب  الله وعترتي أهل بيتي في الحديث الشريف، كدلالة علن أن كلاهما يدوران في مدار واحد، لا يفترقان؛ وإن كان القرآن الكريم هو الثقل الأكبر .

من ثمَّ حرِص السيد السلمان على توضيح  بعض أحكام وحقوق الأبناء، والمسؤولية التي تقع على عاتق الأبوين والمجتمع، في رعايتهم والتعامل معهم وتربيتهم قائلا:” ما من حادثة في هذه الحياة  إلا ولها حكما شرعيا، فالإنسان عليه مسؤولية نفسه، ومسؤوليته تجاه الآخرين، وسلوكياته كذلك لها أحكام كـ الاستحباب، أو الوجوب، أو الحرمة، أو الكراهة، والتحريم، ومن أمثلتها سلوكياته مع الأبناء، في الرعاية، التوجيه، والنفقة عليهم.

وتطرق خصيصاً للجانب السلوكي للآباء في تعاملهم مع ابنائهم، محذراً ومستقبحاً الإيذاء الجسدي الذي قد يطال الأبناء في بعض البيوت، مما قد يتسبب بأذيتهم  نفسياً وجسديا تحت ذريعة الوصاية للوالدين.

كما شدد  سماحته على حرمة هذا السلوك من الجانب الشرعي ووجوب تطبيق أحكام الدية قائلاً :” فمن ضرب ابنه متعمدا وأحمر مكان الضرب وجب عليه العقاب والقصاص وتقدير دفع الدية شرعاً”.


وختم السيد بوصيته لِـ المصلين ونفسه، بالتقوى في تعاملهم مع أهل بيوتاتهم بالعطف عليهم، والحنو والرأفة بقوله :”فلنتق الله في الأبناء والنساء والحيوانات، والمؤمن الحق من لم يؤذ اخاه، فنحن مسؤولون أمام الله”.

وفي خطبة أخرى ليوم الجمعة أكد الشيخ محمد السمين على المصلين بمسجد الإمام الحسن بحي السلام ، على ضرورة الاعتناء في مسألة اتخاذ القدوة والأسوة بحسب عدة نقاط أشار اليها في قوله:” أنه لا فارق في كون المقتدى به رجلا أو امرأة، بقدر ما تشكل الشخصية في صفاتها ومبادئها وخصائصها هذا الفارق”.

 

كما تطرق الشيخ إلى القدوة في شخص مولاتنا الزهراء الأبنة والزوجة والأم وحاجة المجتمع لوجود مثل هذا الأنموذج في التاريخ الإسلامي. 

 

وأوضح  كيف شكلت مولاتنا فاطمة عليها السلام إحدى الركائز الداعمة في تبليغ الرسالة السماوية، فمنذ طفولتها تتجلى الابنة القدوة في حملها عبء الرسالة، ووقوفها جنبا إلى جنب مع أبيها محمد بعد رحيل والدتها خديجة عن الدنيا.

وواصل قائلاً “فقدكانت عليها السلام السلوى لوالدها، تؤازره وتخفف عنه أحزانه وما كان يلاقيه من أذى وتحنو عليه حنو الأم، حتى إنه كان يلجاء إليها وتزول عنه همومه” .

 

وألفتَ السمين إلى جانب البذل في شخص الزهراء ببيت الزوجية، وخلقها الذي يجب أن يحتذيه الرجل والمرأة على حد سواء، حيث كانت حريصة أشد الحرص على القيام بمتطلبات أسرتها ومنزلها الواجبة وغير الواجبة، وحتى مع وجود من يعينها على تلبية هذه المتطلبات كانت سيدتنا تتناصف هذا الجهد مع خادمتها. فكانت سلام الله عليها تقوم بإدارة شؤون منزلها، وفي اليوم التالي تستلم الخادمة ذات المهام. وبقيت سلام الله عليها لآخر أيام حياتها تغسل الحسنين، وتعد الطعام لهما ولأميرالمؤمنين عليهم السلام.

 

وتابع في ذات السياق بقوله: “إن قدوتنا الزهراء بما كانت عليه كمدرسة ثقافية روحية وإيمانية لأبنائها، و في علاقتها مع من حولها ومع ربها، حتى قبيل وفاتها، حيث أنها اغتسلت وتهيأت لمناجاة ربها، مجسدة بأمومتها تلك العمق التربوي والإيماني.

واختتم  السمين حديثه بالتعزية لصاحب الزمان والمصلين بمصاب الصديقة الطاهرة وقراءة مصيبتها عليها السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى