أقلام

عقلة الإصبع

 

إيمان الموسى

في عام 1990 صدر فيلم أمريكي عائلي كوميدي ( وحيدا في المنزل) ( Home Alone)  في ليلة الميلاد، حاز هذا الفيلم على نجاح وشهرة عالمية، فأدخل إيرادات سينمائية حوالي 476’684’675 مليون دولار. واشتهر الممثل الطفل ذو ال 8 سنوات حيث يتمتع بذكاء وخطط داهية وهو وحيد في المنزل بعدما سافرت أسرته ونسيته في المنزل.
هذا الفلم نجح نجاحاً ساحقاً وله عدة أجزاء وتم تحويله إلي العاب فيديو.

لم أكن أتوقع أن تكون عقلية الأطفال بهذا الدهاء والتخطيط والمكر، فكنت أعتقد أن هذا يحدث في الأفلام فقط، ولكن بعدما سافرت ابنتي للدراسة وتركت عندي طفلها ذا السنتين كان ينتابني عطف  وحنان  شديد عند النظر إلى وجهه الجميل الممتلئ ببراءة الطفولة، ولكن سرعان ما تحول منزلنا إلى منزل فلم (وحيدا في المنزل) ما هذا الذكاء والدهاء في طفل! (عقلة الإصبع) طوله لايتجاوز 4 أشبار ، جعل الأسرة كلها صغيراً وكبيراً تحتار في احتواء خططه المباغتة الذكية فانتصر على الكبير والصغير.

حقيقة الأمر إن وداعة وجوه الأطفال تخفي وراءها خططاً ذكية واستيراتيجيات لو وضعت واستثمرت في مشروع ما ، لنجح نجاحاً ساحقاً كما حصل في ذلك الفلم.

ولعل الغرب يولي احتراما لعقول الصغار والكبار، أما نحن فبعيدين كل البعد عن تقدير هذه النماذج من الذكاء، ونئدها وهي مازالت في المهد بحجة التأديب. وهناك فرق بين (تهذيب الطفل) وبين (وأد مهارات الطفل).

وأقول حري بنا أن نتذكر معاملة النبي الكريم  للطفل وأحاديثه عنه (عن البخاري في صحيحه عن حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى بقدح فشرب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: “ياغلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ قال: ما كنت لأؤثر بفضلي منك أحدا يارسول الله، فأعطاه إياه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى