أقلام

السيد حجي بن السيد عبد الله الهاشم

سلمان الحجي

السيد حجي بن السيد عبد الله بن السيد حسن بن السيد هاشم من مواليد بلدة بني معن عام 1351هـ،)، يتواجد بعض جذور الأسرة في البصرة باسم سادة أبي تراب. عمل في بداية حياته بمهنة الزراعة، وأصبح رقماً بارزاً فيها ببلدته. هاجر إلى مدينة الدمام في بداية الثمانيات بعد الطفرة الاقتصادية في المملكة، وعمل في سوق الخضار والفواكه لفترات طويلة، ثم توقف عنها لكبر سنه، وتفرغ لممارسة نشاطه الأسري والاجتماعي.
ولنتابع ملخص لقائنا معه.

حدثنا عن أبرز ملامح حياتك في الصغر.

– عشتُ يتيماً، فقد توفي والدي وعمري تسع سنوات، وعملتُ منذ صغر سني في مهنة الزراعة، ومارستُ كافة الأعمال الزراعية من زراعة الفواكه والخضراوات بشتى أنواعها، وعملتُ أيضاً في حرث الأرض، وكذلك صعود النخلة. وقد كنتُ أرتقي في اليوم ثمانين نخلة، كما كنتُ أرص التمر مع ثمانية عمال في محاصيل بمقدار ثمانين مناً يومياً. ومن تجربتي الزراعية الكد في مزرعة رجل من العجاجي بمبلغ اثني عشر ألف ريال سنوياً، وقد حققتُ صافي ربح قدره مائة ألف ريال سنوياً من ثمرتها.

اشتهر رجال بني معن بالعمل في مهنة الزراعة، حدثنا عن أبرز رجالها العاملين في ذلك الحقل.

-منهم: فايز بن إبراهيم بو قرين، وخالد الخميس،.وعيسى الحبابي، ومحسن الشقاق، وعبد الله الشقاق، وعبد الله بن حسن الموسى، وعلي بن حسن الموسى.
وكان مؤشر الفرد المميز في الفلاحة: أن يكثر الطلب عليه، ويميز بأجرة على غيره، ويملك مزارع ويباشر عمله فيها.

من وجهة نظرك ،ما أسباب ابتعاد نسبة كبيرة من مزارعي البلدة عن مهنة الزراعة؟

– ضعف الماء ساهم في تراجع جودة المحاصيل الزراعية، فقد كانت الفواكه في ذلك الزمان يشهد لها بحجمها وجودتها وغزارة إنتاجها كالرمان والتين والليمون و… ، ولكن بعد اكتشاف البترول جفت المياه، وكذلك الحفر العشوائي في المزارع ساهم في إخماد تلك الثروة الغنية، فأصبحت بعض المحاصيل تموت، مما جعل البعض يشخص بأن العمل الزراعي غير منتج، إضافة إلى توافر الفرص الوظيفية البديلة التي تزامنت مع الطفرة الاقتصادية، كل ذلك ساهم في تغير التوجه للمهن الزراعية، ليحل محلها العمل في القطاع الحكومي والخاص.

إلى ما تعزو هجرة أهالي البلدة إلى خارجها.

– تنقسم الهجرة إلى أقسام، فبعضهم هاجر إلى العراق والكويت لأن ظروفهم المعيشية أصبحت معقدة، وهناك من انتقل إلى الدمام لاستغلال الفرص الاقتصادية هناك، وهناك من انتقل من البلدة إلى القرى المجاورة أو إلى مدينتي الهفوف والمبرز، بسبب قلة المخططات العمرانية بالبلدة.
هذا ومع ذلك هناك من حول مزارعه إلى مخططات سكنية.

حدثنا عن تجربتك في ممارسة نشاطك التجاري في سوق الخضار والفواكه بالدمام.

– تركتُ الزراعة نظراً لقلة الدخل المالي، وتوجهتُ إلى الدمام لاستغلال الفرص الاقتصادية في الخضار والفواكه.
وكنا في بداية نشاطنا التجاري نشتري ونبيع، بعد ذلك ابتدأنا نحّرج لتسويق الخضار والفواكه، وقد أسستُ شركة مع المرحوم عبد الله شبيب بدون رأس مال نقدي، فقط بجهدنا البدني إلى أن أصبح ربحنا مليوني ريال، ثم خسرنا المبالغ المالية الطائلة في الأسهم، ولا تزال الشركة تدار بواسطة الأبناء.
وكان ممن هاجر من البلدة إلى الدمام بهدف التجارة في سوق الخضار والفواكه: فايز بن إبراهيم البو قرين، وحبيب بن علي البو قرين، وأخي السيد جواد الهاشم، ومهدي المهدي، ومحمد علي بو رشيد.
بعد ذلك ضعفت الإيرادات المتحققة من سوق الخضار والفواكه، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وكثرة من عمل في هذا المجال ،وتعدد مواقع ومحلات البيع، وأسباب أخرى.

نعرف أنك تؤمن بالتعدد حتى وصلت إلى الحد الأقصى المطلوب أربع زوجات.
من وجهة نظرك ما أبرز مقومات نجاح التعدد في الحياة الزوجية؟

– تزوجتُ ست زوجات، وقد كانت سياسة الجمع عندي لأربع زوجات من خمسين سنة ،أما عن أركان نجاح الحياة الزوجية مع التعدد فإنها تتمثل في : قوة الشخصية، والقدرة المالية والجسدية.
-بحسب ما تسترجعه في ذاكرتك من معلومات تاريخية لبلدة بني معن ،ما أهم محطاتها؟
– يوجد في البلدة تقريباً خمسة عشر مسجداً، وخمس مقابر ، والعديد من الحسينيات، وبرزت في البلدة عيون مائية منها :عين أم خنور(للشرب)، وعين مشيطية (للشرب)، وعين الجابرية، وعين المصيرية (لسقي الزرع)، أما عن صحة ما يقال: إن عيون المياه تكون سبباً في إغراق البعض تحت أي تفسير، أتحفظ على ذلك لأن أي شخص لا يعرف السباحة تكون هذه نهايته. نعم لا أنسى موقفاً بعيني شاهدتُه في البلدة، فقد سقطت امرأة من أسرة الشيخ وأمها التي كانت كفيفة البصر في عين أم خنور، وتم إنقاذهما سليمتين والحمد لله، فقد كتب الله لهما عمراً جديداً. وكذلك هناك على مستوى المنطقة عين أم خريص كان الكثير من أفراد الأحساء يتردد عليها للسباحة.

– تاريخ بلدة بني معن مع العمد ،فالكل يعرف ما يؤديه العمدة من مهام لخدمة مجتمعه ،من تتذكر ممن تولى هذه المسؤولية بالبلدة.
– علي بن حجي العطية، وحسن العطية، وعبد الوهاب العطية، وعبد الله الشقاق، والآن وبحسب التقسيم الجغرافي الجديد للعمد تم إلغاء حاجة البلدة للعمدة من قبل مسؤولي الدولة ،وأصبحنا نرجع لعمدة بلدة المنصورة.

حدثنا عن أبرز وجهاء البلدة في بني معن.
– هناك الكثير ومنهم :عبد الله بن علي البو قرين، وفايز بن إبراهيم البو قرين، والوالد السيد عبد الله الهاشم، وصالح الخميس، وخميس بو وليد، وصالح الموسى.

حدثنا عن حدث تاريخي في ذاكرتك.

– هناك مسجد يسمى مسجد أبي منارة، يتناوب رجال البلدة بالصعود على منارته لحراسة البلدة من هجوم العجمان على أهالي البلدة.
– سمعنا عن إصابة ابنك السيد عبد الله بسرطان القولون وقد شفاه الله، والكل ابتهج بهذه البشارة، كلمة تريد تسطرها مع مرضه.
-نعم وكان ذلك ببركة التوسل بأهل البيت(عليه السلام )، بعد زيارة ضامن الجنة الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام )، فقد شفاه الله وعافاه بجاههم، وقد طلب مراراً بمنزلتهم عند الله أن يرجع معافى إلينا ،وقد تحقق ذلك، وقد استغرب طبـيبه المداوي من تحسن وضعه الصحي الذي كان يشرف على علاجه بالمرض الخبـيث والخطير، فكان من المتوقع أن تجرى له عملية جراحية والحمد لله على كل ذلك والشكر له، وأستغل هذه الفرصة لتأكيد على أهمية التواصل مع أهل البيت(عليهم السلام)، ودعم المشاريع الخيرية، وتشييد المؤسسات الدينية ودعم الفقراء والمحتاجين وهذا ما أخذته على عاتقي منذ ريعان شبابي، (توفي السيد عبد الله في تاريخ 17/4/1433هـ)
حدثنا عما تعرفه عن:
1- الشيخ عيسى الحصار: سكنه الأصلي بفريج الرفعة الشمالية بالهفوف، ثم سكن فترة زمنية ببلدة بني معن، وتزوج منها، وكان يؤم المؤمنين لصلاة الجماعة بالبلدة وهو خطيب حسيني، وعرف عنه اهتمامه بشؤون المجتمع، كما أنه صاحب خلق رفيع.
2- الشيخ حسن الجزيري: من أهالي مدينة العمران، استمر نشاطه ببلدة بني معن خمسين سنةً، وكان البعض يسأل عنه في منطقة سكنه بالعمران، ويأتي من يوجهه إلى بلدنا بني معن، وقعت له مشكلة، فهاجر إلى النجف الأشرف، فتوجه وفد من البلدة إلى النجف وأقنعه بالرجوع إلينا ورجع إليها مكرّماً معززاً، فهو أبو البلدة، كان يتواصل مع الفقير والغني، والكل عنده على مسافة واحدة، وساهم في ربط أهالي البلدة بالله وبأهل البيت(عليهم السلام )، لذلك ترى تكاثر حجم الأوقاف بالبلدة المرتبطة بسفينة الإمام الحسين(عليه السلام).
3- الشيخ محمد بن سلمان الهاجري: عاش في مجتمع لا يعرف قيمة العالم، وفي الأوساط العلمية يعرف مستواه العلمي.
4- السيد علي بن السيد ناصر السلمان: قوة الشخصية، ويتميز بصفات العالم القائد.
5– الشيخ علي الدهنين: اتصف بالاحتياط، والزهد، والتواضع.
6- والدكم السيد عبد الله: كان من وجهاء البلدة، وكان يقدم خدماته لأهالي البلدة، وله دور بارز في إصلاح ذات البين بين الزوج وزوجته، والأخ وأخيه.
7- عبد الله بن علي البو قرين: أسس قافلة للحج بعد الحملدار طاهر السلمان، عرف بالكرم واستقبال الناس والوجاهة، وحسن التعامل مع الآخرين وتصديه السخي بالمال للمشاريع الخيرية.
8- الملا عبد الله الطويل: شاعر وأديب، وهو أخي من الرضاعة، فلقد ماتت أمي بعد شهر من ولادتي.
توفي السيد حجي في يوم السبت 5/1/1443هـ.
إلى روحه ومن كتبت أسماؤهم من الموتى وموتانا وموتاكم وموتى المسلمين قراءة سورة الفاتحة قبلها الصلاة على محمد وآله.

تاريخ المقابلة عام 1430هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى