السيد السلمان.. الصبر روح العقيدة والإيمان
رقية السمين _ الدمام
على ضوء خطبة سابقة ومن منطلق هدي الرسول صلى الله عليه وآله في قوله: “الإيمان نصفان، نصف في الصبر ونصف في الشكر”، تناول سماحة السيد علي السلمان في خطبته بجامع الإمام الحسين عليه السلام في العنود يوم أمس الجمعة، أحد صور وأوجه الإيمان وهو الصبر، قائلاً :”إن الصبر يعبر تعبيراً واقعياً عن الإيمان”.
وأثار سماحته سؤالاً عن ماهية الصبر ودرجاته ومواضعه وردّ عليه بقوله: “عندما نواجه مشاكل هذه الحياة وآلامها علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى، فالصبر يتحقق عندما يكون الإنسان مستقراً وثابتاً، يقابل الصعوبات بقلب قد زرع فيه الإيمان. وتابع في ذات السياق: “عندما نواجه آلام هذه الحياة بشكر ورضا وطاعة؛ مفوضين أمرنا إلى الله، كأن يصبر الإنسان عن ارتكاب المعاصي، ولايتكئ على الظروف العصيبة كذريعة لانحرافه، فإنه بهذا الصبر يقطع طريق وصول الشيطان إليه”.
وألفت إلى عظيم منزلة الصبر والصابرين في القرآن الكريم، مستشهدا بآيات كريمة، تشير إلى تلك السمة، التي تمثل عمق ارتباط وثقة العبد بربه، والتي تجلّت بوضوح في أهل بيت النبوة الذين هم أنموذج التسليم والإيمان والصبر. قائلاً: “لقد بلغ مجموع الآيات القرآنية التي وردت في الصبر وثوابه نيف وسبعين آية، منها قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:٢٤]. كما قال عزّ وجل في آية أخرى: {.. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ..} [الأعراف:١٣٧].
واختتم سماحة السيد خطبته بقوله: “إن الصبر هو رأس الإيمان، فالإنسان الذي لا صبر له لا إيمان له، فـ روح الإيمان والعقيدة تتمثل في الصبر).
الجدير بالذكر أن سماحة السيد السلمان في ختام خطبته، تطرق إلى مسألة التقليد، التي تعزز مسيرة الإنسان وتصححها، وأوصى بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص في مسائل الشرع والدين.