بشائر المجتمع

الشيخ النمر.. الشيطان لايملك القدرة لسلب الإنسان ارادته

ليلى السمين _ الدمام

ألقى سماحة الشيخ عبد المحسن النمر خطبته ليوم الجمعة، من منبر مسجد الرسول الأعظم بحي الدانة، مبتدئاً بحمد الله، والوصية بتقواه، والإلتزام بطاعته. ثم أكد على التحذير الرباني من إبليس ومكائده ووسوسته، وتنوع أساليبه، التي يريد بها إضلال الإنسان الذي كرمه الله سبحانه.

وأشار سماحته إلى مغالطة يُراد ترويجها، وهي أن إبليس في القرآن مجرد رمز، كما أن آدم رمز، والآخرة والصراط، كلها معانٍ رمزية غير واقعية، كما هو حال الروايات والقصص الخيالية.

و أكد على أن القرآن لا يتحدث إلا عن حقائق تكوينية واقعية، وكل ما جاء به القرآن له دلالات عميقة، وبطون إضافة إلى ظاهره. وعليه فإن الشيطان له دور حقيقي واقعي، وله خصائص يتميز بها لإضلال البشر، ومن أهمها طول عمره، فهو ممتد الى آخر يوم في هذه الدنيا، ولذلك فهو متابع للتطور الإنساني، مما أكسبه الخبرة في كيفية التأثير على البشر. ومن خصائصه أيضاً قدرته على التلون والتشكل في أساليب الإغراء، فهو يجري مجرى الدم في عروق البشر .

وبين الشيخ النمر  أن إبليس رغم هذه الخصائص الشيطانية التي يتوفر عليها؛ إلا أن قدرته على التأثير على الإنسان محدودة. فدوره ينحصر في الوسوسة والتثبيط والنزغ في الجانب النفسي، ولا يملك القدرة على سلب إرادة الإنسان واختياره، فقد قال تعالى: {.. وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي.. }. [إبراهيم: ٢٢]  فالإنسان هو المختار وصاحب الإرادة، ولا يمكن لإبليس إجباره على إنكار الحقائق وارتكاب المحرمات.

وألفت سماحة الشيخ إلى معيار يمكن أن يميز به الإنسان فعل الشيطان، وهو أن ينظر إلى عمله، من حيث موافقته للفطرة والنهج الاعتدالي.  ثم أجاب سماحته عن سؤال يهم كل إنسان مؤمن، وهو كيف يعتصم الإنسان من وساوس إبليس، وهو يملك كل هذه القدرات، ويجري فينا مجرى الدم في العروق؟! وذكر جملة من الأمور التي تعين الإنسان على الاعتصام من الشيطان، جاءت على لسان الروايات: كالصوم والصدقة والاستغفار، والحب في الله، والاعتصام به، والتوكل عليه في جميع الأمور.

وقد اختتم الشيخ خطبته بالتعليق على ظاهرة اجتماعية، بدأت تتفشى في مجتمعاتنا، وهي تأجير الفرق الغنائية في الاحتفالات والأعراس.

وقال سماحته أن هذا الفعل يخالف الفطرة السليمة، وخارج عن الحد الشرعي، ويحول هذه المناسبة من عمل اجتماعي هدفه التقارب والتواصل؛ إلى مناسبة يتخللها الكثير مما لايرضي الله، ويجر الإنسان إلى الخروج عن الضابط الشرعي، الذي أمرنا الله بالإلتزام به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى