بشائر المجتمع

الأحساء.. مضيف بن فايز يستقبل ابن المقرب

زينب المطاوعة: الأحساء

أعد ملتقى ابن المقرب الأدبي رحلة سياحية ثقافية إلى الأحساء وذلك يوم الجمعة الماضي، وكان مضيف بن فايز لصاحبه المهتم بالتراث الأحسائي أحمد الفايز ببلدة الطرف أحد المحطات التي زارها الملتقى.

مضيف بن فايز بناء باذخ في تشييده وسعة مساحته، تتكرر أقواسه بحرفية بالغة، ولا يخلو من دلة القهوة الفضية، بناء أشبه بمضائف مدينة الأهواز أو الناصرية بالعراق.

ذاك المكان المبهر في تصميمه وإتقانه، المتأمل له يرى دقة العمل في كل زواياه وكأنما آلة عملت عليه بكل هذه الحرفية، هو مضيف استثنائي في التصميم والإبداع والدقة والإتقان.

أينما تلتفت ترى بصمة واضحة لصاحبه عمل على اظهارها بهذا الجمال.

وقد دار حوارٌ بين صاحب المضيف أحمد بن فايز وضيوفه أعضاء وعضوات ملتقى ابن المقرب الأدبي حول بناء المضيف والأدوات التي اعتمدها في تشييد هذا المبنى، فقال: بناء المضيف يعتمد على القصب والذي يرش بأعواد الماء وينظف بشكل جيد، وبعدها يُقسم على شكل مجموعات مقوسة تسمى (الشبه) والتي تتشابك مع بعضها بوكيزة افقية توضع في سقف المضيف، يليها على الجوانب ما يسمى (الهطار)، ثم يغلف بحصيرة من القصب حول جدران المضيف، ثرياته من كرب النخيل وهو طراز الحضارة السومرية بعمل متقن و حرفي بالغ الدقه، وحيطان مجالسه من سيقان العقربان والبردي و الخوص، وتصميم الحيطان والسقوف ينم عن ذوق رفيع وحرفية بالغة.

وتحدث بن فايز عن دور المرأه في هذا العمل (زوجته ام حيدر) فقال: للمرأة دور كبير في هذا العمل، فحين وجدت الجهد الذي أبذله لم تتوانَ عن مساعدتي بما تستطيع، وليس بغريب عليها ذلك فأمهاتنا وجداتنا من قبل كان لهم دور في الفلاحة والزراعة، وهذا يدل على أن المرأة لا ينحصر دورها بالتربية فقط.

وكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة فوراء كل عمل عظيم امرأة.

كان اللقاء به ثرياً بما اتحفنا به من حديث التصميم والادوات المستخدمه فيه، ولم يخلُ هذا اللقاء من مشاركة الشعراء بنصوص أدببة متنوعة، بدأ بها الشاعر عبدالله الأحمد عن الاحساء قائلاً:
لوِّح إلى الأحساءِ ياشِعرُ
فلحضنِها في خافقي عطرُ
لوِّح إلى المشمومِ تنثرُهُ
كلُّ الدروبِ وينتشي الصدرُ
ذي نخلةُ الأحساءِ قد فتحت
باع الهوى و يرحبُ التمرُ
ياصِنوةَ الأملاكِ في نُسكٍ
ينسابُ من أعطافِك الطُهرُ
كما شارك الشاعر ثامر بوجبارة بنص اخر عن الاحساء فقال:
هي الأحساء عاصمة الجمالِ
ونبعٌ للاناقة والكمال
تقول لمن تعجّب من ضياها
تمهل ما رأيت سوى هلالي
تفيض عيونها بالخير نبلاً
سقى نخلاً يجود بلا سؤالِ
وأرض ما عراها العقم قط
وما ولدت سوى وهج المعالي
وإن ما شحّ في الأرجاء سِلم
اذا بالسلم قال لها تعالي
ومن ثم شارك الشاعر حمزة الحسن بأبيات عن الإمام أمير المؤمنين علي (ع) قال فيها:
ياسيد التوحيدِ ياركن الهدى
ترنو إلى أدنى مداك قوافيه
وتحطمت قبل الولوج مدائحي
وتراجع المعنى و خاب كتابيه
منذا يقاربُ في عُلاك تفاخراً ؟
يامن له الأفلاكُ باتت جاريه
منذا تُعادُ الشمسَ بعد دلوكها ؟
من أجله إلاّك عادت ساعيه
وختم المشاركات الشاعر السيد ابراهيم الحاجي بنص شعري قال فيه:
ساهـم والـنـار تـجـتاح فـضـائي
تحرس الآن عن الحبِّ انطفائي
تعبت من ثورة الأشواق روحي
فتشظى الصمتُ عن جمر العناء
فـإذا مـا لــثـغ الإبــريـق شـعـراً
فار من أقصى الـعـذابات غنائي
فجلاء الشوق في دفء الحنايا
وانكشاف الوجد في دمع الشقاء
وأنــا نـحــوكِ قــد جــئـت كــمـا
شاءت الأقدار من عمر اصطلائي
وانتهى برنامج الزيارة مع بن فايز بشكره للملتقى على هذه الزيارة الجميلة طالبًا بكل ترحاب تكرارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى