أقلام

والله وكبرنا بالفشيله!

عادل بن حبيب القرين

أصعب ما يجري في الحياة أن يُعري الإنسان نواظره القريبة على أقل تقديرٍ!

كيف لا، وكل ذلك يحصل؛ ولكن دعونا نُسلط الأضواء على مُحيطنا الداخل، بمجهر الصدق لا الوصاية أو النصيحة أو أيُّ مسمىً أردت أن تضعه!

ــ تتجاور الأخت بأُختها، والصديق بصديقه، والجار بجاره، وجمال العطايا بينهما في الأطباق المطبوخة، والقدور المنفوخة.. وما أن يتم النسب للزواج والتزويج تزاداد المعارك، وتُشد (الفوارك)، والخلاف على كيكة، وعلكة أبو سنفور.. بل ويستخلصون من أي حدث تافهٍ رواية لزيادة (الحمسة)، والتوابل الغير مُنتهية الصلاحية!

ــ يرمي والده وأمه في غرفة مغلفة، ومُأطرة بالأخاديد والأوشحة، ويرفع الأكف بقنوته، “اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيراً)، (ويا الله أحسن خواتمنا).. وفي المقابل يوصي صاحبه بالصلاة والزيارة بعدم نسيانه بالدعاء والبركة وطلب الحوائج!

ــ يسلخ هذا ذاك من باب أثبات الحق..”بهذا لا إشكال فيه”، وحين يحتد البيان لذاته، التحف ثباته، ولون شتاته بالاستنكار، وعدم الجواز بالغيبة والتسقيط الفاحش!

ــ تتقطع أنامل البعض في طريقة الوضوء، وتتشكل الجباه بالثفنات، وتُدار المسابيح في أيادي العبادة، وفي الجوانب الأُخرى لا تجد لنفسك موقعاً بين مقاعد التدليس، وأكاذيب التورية!

ــ يُصبح الأخ عديل والده في الزواج والحسب.. هُنا تتشكل القرابة بالاسم، وهُناك تفترق عناصر الاتصال بين الأولاد والأحفاد.. للأحقاد التي توارثوها مع الأسف على صحن (حب شمسي)!

ــ يتصل الصديق بإخوته، ويُطيلون الوقت على حسابه، وحين ينعكس الحال.. تتدارك الأوقات، ويتشكل الفُتات، (والمال تره وصخ دنيا)!

ــ ينزل من سيارة فارهة في طريقٍ مُلتوٍ كالثعبان، ويقف ليفاصل بائع (الحبحب/ الجح) على نصف ريال، وبعد صلاة المغرب يدس في يد الخطيب الراتب مبلغاً من المال ليمدحه!

ــ يُكثر من الاستشهاد بهذا وذاك، وحين تُنبهه بأنها غير واقعية، ولا تُناسب المقام، أدار ظهره، ووسمك بإسقاط المبادئ والعادات والقيم!

ــ نُكثر من الصلاة ولا نُحسن الوضوء، ونتبع الجنائز لا للموعظة، ولكن لنسجل الحضور بشهادة التصوير وكتابة التقرير!

ــ نُكثر السلف، ولا نُصلح التلف، نخذل المهموم، ونُدوزن (المصلوم).. وساعة الانكسار الأغلب منا يقول: (لا يمتن روحه بخلاجين)!

ــ نُثقل كاهل الأحياء، ونتشدق بالأموات، ولا نعلم هل وصلناهم في بيوتهم أو بالمقابر؟

ــ ندعي الثقافة بكلامنا، والأدب في سلوكنا، فما حال الحبكة والقافية؛ على وزن الدهشة والقفلة، ولون وتعداد الورق؟!

ــ تختلف الأصلاب، وتتوحد الأتراب.. الإخوان يفترقون، والأبناء يتقاربون.. وهذا صديقي والإخوان.. والأعمام صاروا أجانب!

العيون (تتمارس)، والأجساد (تتدارس)، والأموال (تتحاوس)، (وما أحد رايح بشي).. فكيف تربينا؛ وكيف سنُربي؛ والباقي عندي وعندك (على المكتوم بالصامت والسكاتي)؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى