أقلام

رحى العطيَّة.. (قصيدة)

 

تلوذُ بكِ المشاعرُ و القوافي
و تُزهِرُ حين تغمرُكِ الفيافي

تُعانِقُكِ الكواكبُ في هدوءٍ
لتُهديكِ العذوبةَ بالضفافِ

بظهر الغيبِ أنسنتي الذراريّ
اللواتي جئنَ من أقصى المنافي

سكبتِ لعالمِ الملكوتِ كأساً
من المعنى المُعتّقِ بالشِغافِ

أدرتِ رحى العطيّة في البيوت
القديمة فازدهى الترفُ المُعافي

أعدتِ لبيضةِ الإسلامِ مجداً
تمرَّغَ في وحولِ الإنحرافِ

فكم فئةٍ من التجريحِ عانتْ
و كم عانى الكثيرُ بلا اعترافِ

بذكراكِ الأنوثةُ قدَّستَها ال
سماءُ فتوِّجتْ ثوبُ العفافِ

يُرتِلُ سِفرُكِ المحرابُ حباً
و أعظم منه ما قد كان خافي

تناجيك الملائكةُ احتذاءً
بمن قد صانَ عِرْضُكِ بالكَفافِ

غمرتِ المصطفى بالدفءِ أماً
و ما عَرَفَ الطريقَ لكِ التجافي

و بَابُكِ يا لبابِكِ من عظيمٍ
تُهدهِدُهُ الأناملُ باحترافِ

تُهيلينَ الكرامةَ حولَ كونٍ
بهِ الفقرُ اقتفى أثرَ الأثافي

قناديلُ الصلاةِ بكِ استنارتْ
و ما عَبأتْ بزيتٍ غيرِ صافِ

يُحلق بي الشعور إلى مقام ال
بتولة كي تمهدَ لي اغترافي

فاصطادُ الحِسانَ من المعاني
إذا اقتربت مواقيتُ القِطافِ

و أسبحُ في الخيال و ليس إلا
الحقيقةَ يستجيرُ بها الخُرافي

يميناً لن أكفَ عن ارتشافِ ال
ولاية إن تعاظمَ بي جفافي

يميناً لن أكفَ عن التماس ال
دعاءِ إذا رُغمتُ على انصرافي

إذا أطبقت جفني خلت إني
على باب البقيع الطُهرِ غافي

أناجي من بقلبيَ قد تجلّت
مناجاةً تُخلَّدُ لائتلافِ

١٥-٤-١٤٤٠

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى