بشائر الوطن

في أمسية الرواد.. بائع الفلافل حين يبتكر

كمال الدوخي – القطيف
حضرت متأخراً بدقائق، ليس من عاداتي -لكنها عادة عربية أصيلة- بالكاد حصلت على مقعد.

المكان مكتظ بالحضور، والأعين تنظر لخمس مئة ريال يرفعها المحاضر متحدياً الحضور بالإجابة على سؤاله، بالطبع لن أدخل في مقامرة الإجابات؛ فنظرة التحدي في عيني ونبرة صوت المهندس أسامة الشخص كافية لتجنب حرج التحذلق بأي إجابة.


المكان معد بشكل جيد لاستقبال رواد هذه الأمسية، يعيبه عدم تهيئة المكان للجنسين، فاجتهد الحضور في التحرك والجلوس مما سبب شيء من الإزعاج في النصف ساعة الأولى من المحاضرة.

رواد الأمسية يبدو على استعداد تام لتلقي كلمات أسامة، فعنوان الأمسية وكاريزما المُحاضر، وفئة الحضور تغري بأمسية زاخرة بالمعرفة.
توقفت أمام عنوان هذه الأمسية طويلاً قبل أن أتخذ قرار الحضور (نظرية تريز للإبتكار: مدخل لمنهجية تريز للتفكير الإبداعي وحل المشكلات)، وأرى في وجوه المتلقين وأسئلتهم أنهم يحملون علامة استفهام كبرى حول النظرية.


أسامة حاول في مقدمته استفزاز وتحفيز وإثارة فضولنا، وللأسف نجحت محاولاته بأقل جهد. فبائع الفلافل يستطيع أن يبتكر من خلال هذه النظرية بحسب زعم المحاضر.

صمت مطبق، وروح هنري تشلير حضرت لتبارك المكان بألق نظريته، وأركان النظرية الأربع تشد سقف تطلعات المتلقي.

رائحة القهوة الخاصة بتجمع الرواد الثقافي تجوب المكان، وتسويق أسامة لهذا المنتج زاد الحضور تلهف لتجربة قهوة الرواد، ولكن منعني من تجربتها أنني لا أستجيب بالعادة للدعاية مهما كانت محفزة، ولأنني لا أتناول القهوة في المساء، والزحام على هذه القهوة، نعم نجح المهندس أسامة الشخص على جذب الحضور لما يريد للمرة الثانية.

عادوا بقهوتهم، لإكمال الأمسية تحت تأثير سؤال تركه أسامة لهم، وهكذا فعل في فاصل آخر، كانت الأمسية تحتاج لوقت أطول لإشباع جوانب مهمة؛ أخبرنا المدرب المعتمد من شركة ICG الهولندية أنه يختصر ما يقدم في خمسة أيام، وهكذا فعل.

تحرك الحضور نحو الباب بتثاقل، فالجميع أراد أن يستمع أكثر لأسامة، لكنه ودعهم بإبتسامة، تعد بالكثير في الأيام القادمة.

أقتربت منه لأودعه فأحاطه عدد من الحضور بأسئلتهم وكان أحدهم لا يبدو عليه أنه من فئة الحضور يعرض عليه اعلان على صفحاته، يبدو أنه من مشاهير (السناب).

تركت المكان والآخرين في ازدحام على (الكاونتر) لطلب جرعة أخيرة من قهوة تجمع الرواد الثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى