برودكاست

هل أتقاعد مبكراً؟

محمد العيسى

يسألني كثيرون عن التقاعد المبكّر وهل أنصحهم به أو لا.

قد يبدو من بعض مواضيعي التي أنشرها، ومن تجاربي الشخصية التي أكتبها، وأبدي فيها امتناني وسعادتي بتقاعدي المبكر، بأنني أؤيّد وأحث جميع الموظفين على التقاعد المبكّر. وهذا الكلام غير صحيح. وقد كتبتُ هذا الموضوع لكي أضع النقاط على الحروف وأوضّح الأمر وأرفع الالتباس في الفهم.

التقاعد المبكّر لا ينبغي أن يكون غاية، بل هو خيار من خيارات الحياة ينبغي على الموظّف أن يتخذه إذا كان فيه قيمةٌ أكبر من البقاء في الوظيفة.

لا تتقاعد مبكّراً إذا كان بقاؤك في العمل مصدراً لسعادتك وانتعاشك وتحقيقك لذاتك.

لا تتقاعد مبكّراً إذا كان التقاعد سيجعلك في ضائقةٍ مادية تعجز فيها عن تحقيق حاجاتك الأساسية في الحياة أو سداد مستحقات الآخرين. ما فائدة الحصول على حريّة الوقت إذا كان ثمن ذلك أن تكبّلك قيود الحاجة المذلّة؟

لا تتقاعد مبكّراً إذا كنتَ لا تجد في حياتك ما تقضي به وقتك سوى العمل. إذا لم تكن تُحسن سوى الوظيفة ولم تكن عندك هوايات ولا علاقات فابدأ بتكوينها قبل أن تتقاعد حتى لا يقتلك الفراغ بعد التقاعد.

تقاعد مبكراً إذا كان عندك من المال ما يكفيك ولكن عندك أشياء أثمن من المال يحرمُك منها العمل.

تقاعد مبكّراً إذا كان بقاؤك في العمل يقصّر عمرَك بسبب الضغوط النفسية أو الجسدية غير المحتملة ولم تجد وظيفةً بديلة.

وباختصار شديد:

تقاعد مبكّراً إذا كان التقاعدُ المبكر “مُمكناً” أولاً وإذا “كان سيعطيك قيمةً أكبر من بقائك في الوظيفة” ثانياً.

أسعد الله حياتَكم..


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى