بشائر المجتمع

العلوي: إهمال إشباع الحاجات يؤدي للانحلال الأخلاقي

رقية السمين – الدمام

حذر باحث تربوي من خطورة الأمية العاطفية، وما تجره من فشل على كافة الأصعدة في حياة الفرد والمجتمع، مناشداً الأسر بضرورة تأهيل أبنائهم عبر إكسابهم مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي.

جاء ذلك في محاضرة “الذكاء العاطفي وأهميته ومقوماته”  والتي قدمها الدكتور أحمد العلوي، بالملتقى التربوي لـ دار راوي ومركز رياحين الطفولة بالعنود.

وعرّف العلوي الذكاء العاطفي بأنه ” القدرة على فهم الإنسان  ذاته ومشاعره، بإدارتها وتوظيفها بشكل إيجابي، من خلال تفهم مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم والتأثير فيهم”.

وذكر أن من مهارات الذكاء العاطفي معرفة الذات وإدارتها، بفهم انفعالاتها وكيفية التعامل معها، والتعرف على مسبباتها.

وأكد أن هذه المهارات لها دور في توليد الدافعية والمشاعر الإيجابية التي تنعكس على الفرد.

كما أشار إلى أن مفاهيم الشريعة والقرآن تعزز، تغرس، وتبين ضرورة وأهمية المشاعر والعاطفة وفنون إدارتها بذكاء.

وألفت مؤكداً أن الإسلام أولى أهمية كبرى للجانب العاطفي في حياة الفرد، وذكر العديد من الآيات التي بين القرآن فيها دور المحبة والعطف في توجيه السلوكيات والعادات الخاطئة والوقاية منها.

وتابع قائلاً: “إن العاطفة والمحبة هي من تمنح الفرد الدافعية اللازمة لتحقيق أهدافه”.

واستشهد  بمقتطفات من نهج البلاغة تعزز العلوم التربوية التي تصب في هذا الجانب.

وقال العلوي: ” أن الإنسان كائن مركب من عقل، قلب، روح، وجسد يحتاج إلى عملية بناء متكاملة لكي يكون إنسانا متوازنا”.

وأشار إلى أن الاتزان ينتج عن  إشباع “روحي، فكري، عاطفي، ذهني، وجسدي” على حد متساو.

وقال: “إن التركيز والزيادة عن الحد المطلوب في جانب دون آخر، و إهمال إشباع الحاجات لكل مرحلة من حياة الانسان يسبب خللا، يمكن أن يؤدي إلى انحداره أخلاقيا أو انفلاته”.

كما نبّه إلى خطأ مبالغة الأسر في التركيز على تحصيل أبنائهم الدراسي عالي المستوى واعتقادهم بأن تفوقهم العلمي يمثل نجاحهم في حياتهم على كل الأصعدة.

وأكد أن التفوق الأكاديمي مهم  إلا أنه يجب ملاحظة مستوى قدرات الأبناء ومستوى ذكائهم الموروث واخذه بعين الاعتبار.

وتطرق ختاماً إلى دراسة قام بها كلّ من (ماير) و(سالوفي) حول أهمية الذكاء العاطفي والمهارات الحياتية في النجاح في الجانب العملي، فوجدوا أن الأقل تفوقا هم الذين أسسوا مشاريع  ومؤسسات وشركات ناجحة.

الجدير بالذكر أن العلوي يستعد لـ نشر كتابه “التربية الملهمة” ضمن عدة مؤلفات منها : برنامج لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال، و ذكاء الحياة الذي تواجد في معرض دار راوي المقام على هامش الملتقى بمناسبة يوم الكتاب العالمي  للطفل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى