بشائر المجتمع

الشيخ السمين : التكنولوجيا سهلت التعدي على كرامة الانسان

رقية السمين – الدمام

أثار الشيخ محمد السمين مسألة خطورة الاستهتار بهتك حرمات الغير عبر برامج التواصل الاجتماعي وسهولة النيل من كرامتهم والتعدي عليهم، قائلا: “لقد أصبح الإنسان في امتحان أكبر مع هذه الأجهزة التي أزالت الحواجز الاجتماعية وسهلت التعدي على كرامة الإنسان والتعريض به”.

جاء ذلك خلال خطبته ليوم الجمعة بمسجد الإمام الحسن في حي السلام بسيهات.

وألفت إلى أن صيانة كرامة الفرد في المجتمع تعد من حقوقه “المعنوية” إلا أنه أصبح بإمكان الجميع غصب هذا الحق بغيبة ونميمة وبهتان عبر أساليب مستحدثة في ظل التطور التكنولوجي.

كما أوضح عناية الشريعة الإسلامية المركزة بهذا الجانب من حقوق الإنسان، حيث أنها أبرزت أهميتها إلى جانب الحقوق المادية، بعكس جميع المنظومات والنظريات الأخرى التي اهتمت بجانب واحد فقط.

وسلط الضوء على الأبعاد التربوية التي وضعتها الشريعة كـ خطة وقائية، من خلال الموعظة في روايات أهل البيت (ع) والقرآن، في علاج التعدي على الحقوق المعنوية، لتفادي السلبيات الناتجة عنها من تفكك اجتماعي وأسري.

وشدد في خطبته على ضرورة اجتثاث الدوافع وراء هذه التعديات والانتهاكات، داعياً للتفكير والتمعن والبحث عن الأسباب لعلاجها.   وقال: “هناك عدة دوافع قد تكون سببا لوقوع الأفراد في دائرة انتهاك حيثيات الآخرين والتعدي عليهم”.

وأكمل: “ولو أننا تعمقنا كثيراً في أسبابها لرأينا أنها قد ترجع إلى علة نفسية في المعتدي، وبالتالي نحتاج لعلاج هذه العلة حتى نخرجه من هذه الدائرة”.

وحرص السمين على أهمية الاطلاع واتباع المنهج العلاجي، وما نصت عليه الأحكام من عقوبات وقصاص في باب الحدود الشرعية.

وقال ممثلا: “فمن اتهم غيره بالفساد أوالزنا دون أن يقيم بينة تامة تثبت صحة مدعاه، فإنه يستحق أن يقام عليه الحد ويندرج ذلك كله بالفقه تحت عنوان القذف”.

وتابع في ذات السياق: “بل إن التعديات التي لم ينص عليها الشارع بحد أو قصاص يكون الحاكم الشرعي مخولا في تحديد العقاب وهو ما يسمى بـ التعزير”.

وتطرق إلى أحد الطرق العلاجية والوقائية التي اتخذها الإمام السجاد، في الحقبة التي تولى فيها زمام أمور المسلمين، من خلال التغذية الروحية عبر الإقرار بالذنب والخطيئة والبكاء عليها.

وأشار إلى أن الإمام صلوات عليه عمد إلى هذا الأسلوب لعلاج وضع الأمة، لما كانت تعانيه من جفاف وتقهقر روحي، والذي ينعكس على علاقة العبد بربه، وركز على طول البكاء على الخطيئة.

وأبان السمين البعد التربوي لطول البكاء تحديدا في منهج الإمام السجاد، قائلاً: “إن الإمام يعمد بهذا الأسلوب إلى تحصين الفرد أمام الشيطان والشهوات ويذكره بضعفه أمامهما”.

وختاماً نوه إلى أن التغذية الروحية من الممكن أن تبلغ بالإنسان “حالة من الألق والاستنفار الروحي”، داعياً بذلك إلى استغلال هذه الأشهر المباركة التي قد لا تتكرر عليه في السنوات المقبلة، لمراجعة النفس والإقرار بالذنب.

الجدير بالذكر أن الشيخ السمين أنذر من اجتراح  النميمة عبر تصوير وتناقل محتوى المحادثات عن طريق الواتس اب، معتبرا ذلك تعديا على خصوصية الآخرين وانتهاكا لحرمتهم في محاضرة سابقة في شهر رمضان الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى