بشائر المجتمع

السيد العلي: بالأخلاق الحسينية نستطيع أن نحيي عاشوراء إحياءً صحيحا

رباب المحمد – الدمام

طرح السيد أمير العلي محاضرة عن عاشوراء من خلال وقفتين، الأولى الدروس والعبر التي نستلهمها من كربلاء، والأخرى في بعض التوصيات للاستعداد لموسمها.

جاء ذلك في مسجد الإمام الحسن بالرميلة، في الجمعة الأخيرة من العام الهجري المنصرم.

وأوضح أننا نجدد هذه العاطفة الدينية، التي تعتبر بمثابة الطاقة والوقود المحرك لسلوك الإنسان في هذه الحياة، وأن الله أراد الخلود لهذه الثورة في ضمائر المؤمنين.

وذلك من خلال خصائص بعضها غيبية لا نعلمها، وأخرى واقعية تتمثل في المبادئ والقيم التي جسدها الإمام الحسين في ثورته.

وعبر عن أهمية استحضار هذه القيم والمبادئ عند إحيائنا للأيام العاشورائية، وعلى رأسها رفض الظلم الذي ثار من أجل محاربته، وأن نسائل أنفسنا إن كنا في الموقع الذي وقف فيه الحسين في جميع مواقف حياتنا.

وشدد على رفض الظلم بجميع صوره في الأسرة والمجتمع، فضلا عن تبريره وممارسته على من هم تحت سلطتنا.

كذلك لابد أن تكون لدينا العاطفة
التي ترفضه وتنفر منه، وتقف مع المظلومين والمستضعفين، وإن لم نستطع تقديم مواقف عملية، أقلها أن تكون مواقف نفسية، فلا نألفه ونطبع له.

ولفت إلى شجاعة الحسين عليه السلام في موقفه التاريخي وسط الصمت الذي ساد في أوساط المجتمع الإسلامي، فاتخذ موقفًا لم يتخذه البعض من صحابة الرسول ولا من رجالات الهواشم.

فلابد لهذه الشجاعة أن تتجدد فينا عند الإيمان بهدف أو تطبيق مشروع للاستمرار فيه والوصول إليه.

وأكد على قيمة ودور التضحية، حيث أن الانسان الحسيني يتسم بالبذل والعطاء، فلا يكون منكفئًا على نفسه، إذ أن الحسين ضحى بروحه الشريفة، فلا ضير إن تمت التضحية بالمال والوقت والجهد في سبيل تنمية المجتمع.

ونوه عن أهمية الصبر، فالحسين حين حدد الهدف الذي يتبلور في إصلاح الأمة، واتخذ الخطوات اللازمة لتحقيقه، لم يستعجل النتائج.

كما أن طلب العلم –ونحن مقبلين على العام الدراسي الجديد-وتأتّي ثماره، تحتاج إلى صبر ولو بعد سنين.

وأشار إلى أهمية التنسيق وجدولة التحصيل الدراسي وحضور المجالس الحسينية، مشددًا على ضرورة الالتزام بالأخلاق الحسينية.

وأبان أن موسم عاشوراء اجتماعي بطبيعته، وهذا ما تجلى في موقف الحسين مع الحر الرياحي، رغم اتخاذه لموقف خطير، لكن الحسين قبل توبته وعفى عنه.

واستطرد قائلًا:(بالأخلاق الحسينية نستطيع أن نحيي عاشوراء إحياءًا صحيحاً)، مستشهدًا برواية عن الإمام الصادق لأحد أصحابه تؤكد على أن الدعوة تكون بالرفق والتآلف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد، واتخاذ أسلوب الترغيب.

وبين أن عاشوراء بوابة للتوبة، فبكاؤنا وحضورنا في مآتم الحسين عليه السلام ثمنه التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فالتوبة التي يريدها الحسين هي الانطلاقة الجديدة.

وختم حديثه بأن الدمعة على الحسين هي نعمة تغسل الأرواح، وتطهر القلوب، داعيا لتهيئة النفس والمبادرة للخدمة التي سنقدمها في هذا الموسم حسب طاقاتنا وإمكاناتنا، لنخرج هذا الموسم وفق ما يرضي الحسين عليه السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى