بشائر الوطن

لوحة تشكيلية عاشورائية ما بين الحقيقة والتزوير

رباب النمر

انتشر مؤخراً (خبر) في أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي (واتساب)، مفاده أن رساماً إيطاليا يُدعى (ديوانچي بسكوال) شاهد في عالم الرؤيا مقتل الحسين عليه السلام، فقرر أن يرسم المشهد الذي شاهده في المنام.

وكان يُغمى عليه كلما أمسك الريشة وحاول أن يرسم، فلا يستطيع إكمال اللوحة، ولم يتمكن من إنجازها سوى بعد ستة أشهرمن المحاولات، ثم أتم رسم المشهد الذي رآه تماماً.

ثم سافر إلى العراق وتشرف بزيارة الإمام الحسين عليه السلام

وقد أُرفقت بالخبر صورتان، إحداهما للوحة التي أنجزها الرسام الإيطالي، والثانية للرسام نفسه يظهر في أحد الأضرحة المقدسة.

وببحث بسيط من خلال محرك البحث (قوقل)، يتضح كذب الخبر السابق ويظهر تزويره.

فلا يوجد إطلاقاً رسام إيطالي يحمل اسم؛ (ديوانچي بسكوال )، وخلال البحث في الصور بصيغة (شاب إيطالي يزور الإمام الحسين) لا يظهر هذا البند إطلاقاً.

اللوحة المزعومة هي لفنان إيراني شاب هو (حسن روح الأمين) أطلق عليها (حين هوى العرش إلى اﻷرض) وتصور اللوحة اﻷمام الحسين عليه السلام، حين سقط عن ظهر جواده يوم العاشر من المحرم.

وقد أزيح الستار في متحف الفنون المعاصرة بطهران عن هذه اللوحة الفنية (عرش بر زمين افتاد)، حيث تجسد الساعات الأخيرة من حياة الإمام الحسين عليه السلام.

رسمت اللوحة بالألوان الزيتية بحجم (3*4) واستغرق رسمها سبعة أشهر وتتضمن العديد من الأشخاص، يمثل كل شخص طبقة معينة من المجتمع، وعرضت للفنان إلى جانب هذه اللوحة تسع لوحات أخرى مستلهمة من واقعة كربلاء، نقلا عن قناة آي فيلم عام 2016 م (٢صفر ١٤٣٨هـ ).

أما الصورة المزعومة التي يظهر فيها الشاب الإيطالي عند أحد الأضرحة المقدسة فقد اتضح من خلال البحث أنها للمستبصر الأمريكي الشاب ( لوكاس برونك )، الذي تشرف بزيارة المرقد العلوي، والعتبة العلوية المقدسة قادما من ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة بعد استبصاره الذي حدث عام 2008م ، بعد أن استخرج تأشيرة الدخول، وقطع رحلة شاقة فوق المحيط الهادي استغرقت ست وثلاثين ساعة من غرب أمريكا، ووصل يوم الخميس الثاني من نيسان عام 2015م ( صفر عام ١٤٣٦هـ ).

وقال:” أشعر بسعادة غامرة لا توصف وأنا أقف في حضرة أمير الإنسانية والعدالة والتسامح الإنساني الامام علي (عليه السلام)

وعند دخولي إلى باب الحرم الطاهر لم أستطع التقدم أكثر وأصبحت قدماي ثقيلتين وقلبي يخفق بشدة وفرائصي ترتعد بشدة، ولكن بعد قراءة مراسم الزيارة والدخول قرب المرقد الطاهر شعرت بالراحة والطمأنينة وشاهدت الزائرين من حولي ينعمون بالسلام والامان في رحاب الانسانية”.

يذكر أن لوكاس برونك من مواليد مدينة فرزنو ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وخريج جامعة الولاية ذاتها من قسم الجغرافيا .

ويظهر التزوير جلياً من خلال مقارنة تاريخ زيارة (برونك) بتاريخ إزاحة الستار عن اللوحة، حيث تقدمت الزيارة عاما كاملا على تاريخ إزاحة الستار عن اللوحة مما يشير إلى تقنية القص واللصق الفاشلة، ومزج الأخبار ببعضها، وإضافة الأكاذيب إليها للحصول على خبر واتسابي مُلفّق ودعمه بصور أكثر تلفيقاً وادّعاءً .

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل منكم البحث و نفي الإشاعة التي كل سنه في محرم و من عدة سنوات ترسل بهذه المعلومة الخاطئة و سبق ان تم نشر صور له آخرى لرسام في موقع تكريم له قمة في الجمال والروعة وتختصر و اقعة الطف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى