أقلام

وأن ليس للإنسان إلا ما سعى

يسعى الإنسان فطريا ليتكامل في هذه الدنيا حبا في الكمال و اقتداء بأهل الكمال. وهذه المسيرة تحقق له الإنجاز تلو الإنجاز فتتطور البشرية و تعم الخيرات و تبنى الحضارات.

و قد ذكرنا في مقالة سابقة بعنوان (وعلامات و بالنجم هم يهتدون) معادلة الإنجاز، و عرّفناها بما يلي:    الإنجاز = الكفاءة، المثابرة، الإستقامة،  لذة الفريق الكفاءة (ك) : العلم و الثقافة و الخبرة و الهواية و المهارات كالخطابة و الكتابة، فهي تشمل الجانب الفكري و الفني في حياة الأنسان.

المثابرة (م) : التخطيط التكتيكي و الأستراتيجي و العمل و الجهد لتحقيق الهدف، فهي تشمل الجانب العملي و التنفيذي. الأستقامة (ا) : كالنزاهة و الأمانة و العدالة، فهي تشمل الجاني الروحي و الأخلاقي.

لذة الفريق (ل) : التلاحم و التكاتف و العمل جماعيا كفريق واحد، و يشمل الذكاء العاطفي و الإصغاء للآخرين و خدمة المجتمع و حب العطاء، فهي تشمل الجانب الإجتماعي.

فالأفراد و المجتمعات و الشركات تسعى الى ال(كمال: كفاءة و مثابرة و استقامة و لذة الفريق).

و هذه المسيرة تتخللها الكثير من المنزلقات و المنعطفات التي تشتت الجهود و قد تحرف المسيرة، لذا يحتاج الأفراد و المجتمعات و الشركات الى تقييم دقيق للمسيرة في هذه الجوانب الأربعة و تصحيح للمسيرة من آن الى آخر.

يمكن لكل منا كأفراد أن نقيم أنفسنا يوميا في الجوانب الأربعة التالية:

• هل أطور كفاءتي يوميا في العلم والثقافة و غيرهما و كيف أطورها أكثر؟

• هل أبذل غاية جهدي في سبيل الهدف المرسوم و كيف أبذل جهدا أكثر؟

• هل حققت الإستقامة في تعاملي المالي و الأخلاقي و كيف أحققها أكثر؟

•هل طورت علاقاتي الإجتماعية مع أصدقائي و زملائي و أقربائي و أستفدت من هذه العلاقات للسير حثيثا نحو الهدف وكيف أطورها أكثر؟.

و حين ننظر الى المؤسسة اوالشركة يمكن أن نجري التقييم، كما يلي:

• هل طورت الشركة كفاءاتها وقدراتها الفنية و الإدارية؟  وهل تمارس الشركة أي تطوير و تدريب لموظفيها؟ و كيف تطورها أكثر؟

• هل تبذل الشركة جهدها في سبيل تطوير أعمالها بما يحقق لها الميزة التنافسية؟ و كيف تبذل جهدا أكثر؟

• هل حققت الشركة الإستقامة في تعاملها مع العملاء و المجتمع و الموظفين مراعية النزاهة و العدالة ؟ و كيف تحققها أكثر؟

• هل يشعر الموظفون بلذة العمل الجماعي و هل تصغي لهم الإدارة و تلبي مقترحاتهم؟ و كيف يمكن الإستفادة من طاقات الجميع دون تمييز؟.

و حين ننظر الى المجتمع يمكن إجراء نفس التقييم كما يلي:

• هل يستفيد المجتمع من الكفاءات و كيف يطورها؟ • هل يعمل المجتمع بجد و عزيمة للتطور و تحقيق الأهداف و ماهي فرصه للعمل أكثر؟

• هل يعيش المجتمع الإستقامة الأخلاقية و الروحية كالنزاهة و الأمانة و كيف تصبح هذه الإستقامة قيمة يومية يعيشها الجميع؟

• هل يعيش المجتمع التكاتف و التلاحم و التسامح و المحبة و كيف يتآزر المجتمع أكثر؟.

أرجو أن يرسم هذا المقال مسيرة حياة و تطور للشركات و المجتمعات و الأفراد، كل بينه و بين نفسه.

لذا من المفترض أن يكون الجواب على الأسئلة السابقة ليس فقط بنعم او لا، بل برقم عددي يمثل مقدار النجاح و التطور مع الزمن فهي قد تكون 70% او 80% او أكثر او أقل و كيف يمكن تطويرها؟  فالهدف أن يكون الإنسان دقيقا في محاسبة نفسه ليحقق تطورا ملحوظا بين يوم و آخر، مستضيئا بما ورد: (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم).

ملاحظة: أود أن ألفت عناية القاريء الكريم أن هذا المقال هو للعمل والمتابعة و ليس للإطلاع فقط.

و الهدف منه هو البناء، بناء الإنسان و المجتمعات و الشركات بما يحقق سعادة أجيالنا المقبلة.  أسأل الله ان ينعم علينا بأكاديميات توفر كافة المصادر و الوسائل للأفراد و المجتمعات و الشركات لمتابعة مسيرة الكمال التطويرية التي تحدثنا عنها في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى