أقلام

كيف تؤثر صعوبات السمع عند الرضع في تطور اللغة والنطق

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

استخدم باحثون من جامعة موناش الأسترالية تقنية غير باضعة لتتبع اتصالية مناطق اللغة في أدمغة الأطفال الرضع ، مما يمهد الطريق لاستخدام أساليب تشخيصية جديدة لصعوبات السمع.

صعوبات السمع قد تؤثر في قدرة الأطفال على تطوير مهارات اللغة والنطق. هناك حاجة إلى العديد من الفحوصات التشخيصية لتشخيص مدى صعوبات السمع عند الرضع، مما يؤدي إلى تأخير في التشخيص. الآن ، أجرى باحثون من أستراليا قياسات غير باضعة لنشاط الدماغ عند الرضع، لتتبع التغيرات في الاتصالية بين مناطق اللغة المختلفة بمرور الزمن [والطفل يكبر في السن]. النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تمهد الطريق لاكتشاف مؤشرات حيوية جديدة وأدوات تشخيص أفضل للرضع الذين يعانون من صعوبات في السمع.

يتكون الدماغ البشري من عدة شبكات متصلة مع بعضها تعمل متزامنة معًا لأداء المهام الرظيفية اليومية ، بما فيها معالجة الكلام واللغة. في المراحل الأولى من الطفولة ، يطور الأطفال مهارات النطق واللغة من خلال الوظائف الحسية (الحواس) مثل السمع. تشير معظم الدراسات إلى أن بعض الشبكات الموجودة في الدماغ تنضج في مرحلة الطفولة، مما يسهل التطور والنمو المبكر لمناطق اللغة. لسوء الحظ ، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في السمع (والتي يمكن أن تكون بسبب عدة عوامل، كالعيوب الخلقية والإصابات والأمراض، من بين أمور أخرى) ، قد تحدث إعاقة لهذا التطور في اللغة نتيجةً للمدخلات السمعية الضعيفة.

قوقعة أذن مزروعة في طفل رضيه(1) 

يعد تشخيص صعوبات السمع عند الرضع تشخيصًا صعبًا. يحتاج الأطباء عادةً إلى إجراء اختبارات تشخيصية متعددة لتقدير مدى صعوبات السمع عند الرضع وتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى زرع قوقعة(1) أو سماعة اذن. هذا يعتبر أمرًا مرهقًا جدًا ليس فقط للأطفال ولكن أيضًا لأولياء أمورهم. الأمر المقلق هو حقيقة أن فقدان السمع لفترات طويلة يمكن أن يؤثر بشدة في مدى تطور ونمو مناطق اللغة في الدماغ ، مما يؤخر قدرة الطفل على تطوير النطق واللغة.

زراعة القوقعة(1)

دراسة صعوبات السمع عند الرضع

هل يمكن أن تساعد دراسة تغيرات الاتصالية الوظيفية التي تحدث في أدمغة الأطفال الرضع ذوي السمع الطبيعي السليم في معرفة مدى نمو مناطق اللغة الطبيعي في مرحلة الطفولة المبكرة؟ حفز هذا السؤال طالب الدكتوراه إيشارا باراناويثانا Ishara Paranawithana، من جامعة موناش، وفريقه من الباحثين من استراليا، على استكشاف كيف تتطور مناطق اللغة المختلفة في الدماغ وتتصل مع بعضها بمرور الزمن وتقدم الرضيع في السن. الدراسة نشرت في المجلد رقم 20 ، العدد 1 من مجلة الهندسة العصبية(2) في 1 أغسطس 2023.

لتعظيم تأثير هذه النتائج المهمة، نشر باراناويثانا وزملاؤه هذه الدراسة من خلال اتفاقية تحويلية بين شركة النشر التابعة لمعهد الفيزياء IOP Publishing ومجلس أمناء مكتبات الجامعة الأسترالية (CAUL). تسمح هذه الاتفاقية للمؤلفين في أكثر من 30 مؤسسة علمية في جميع أنحاء أستراليا ونيوزيلندا بنشر أبحاثهم بشكل مفتوح يمكن للجمهور الاستفادة منها دون أي مقابل مالي.

في هذه الدراسة، قام الفريق بإدراج 26 رضيعًا تتراوح أعمارهم بين شهرين و 13 شهرًا ، بالإضافة إلى 12 راشدًا يتمتعون بسمع طبيعي سليم. باستخدام تقنية تُعرف باسم التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة (3)، قام فريق البحث بتصوير أدمغة جميع المشاركين بطريقة غير باضعة. ثم أجرى الفريق معالجة البيانات والتحليلات الإحصائية للحصول على قياس الاتصالية بين مناطق اللغة المتميزة في دماغ كل مشارك. نظرًا للتباين الكبير بين سن الأطفال المدرجين في هذه الدراسة ، فقد أدى ذلك إلى التحديد الكمي لمدى تزايد الاتصالية الوظيفية بين هذه المناطق مع تزايد سن المشاركين، والتي تقترب بحلول نهاية السنة الأولى لهؤلاء الأطفال من مستويات الاتصالية التي شوهدت في الراشدين .

ما مدى فائدة هذه النتائج على الأمد الطويل؟ يقول باراناويثانا: “تتبع المسار التطوري / النمو لمناطق اللغة في أدمغة الرضع ذوي السمع الطبيعي السليم يمكن أن يتيح لنا فرصة أفضل لمعرفة الاتصالية المتغيرة وتأثيراتها في تأخير اللغة عند الرضع ضعاف السمع”. ويضيف قائلًا: “ستمكن هذه الأدوات الأطباء من إجراء تقييمات أكثر دقة للسمع بحيث يمكن اختيار جهاز السمع المناسب وضبطه بشكل موثوق لتحسين السمع الضعيف لكل طفل يعاني من ضعف في السمع الى المستوى الأمثل “.

هذه الدراسة هي نقطة انطلاق نحو ايجاد أساليب تشخيصية جديدة يمكن أن تحدث ثورة في مدى تقييم الأطباء لقوة السمع لدى الأطفال. تقنيات مثل التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة الوظيفية ، وهي تقنية رخيصة نسبيًا وصديقة للأطفال، من شأنها أن تضمن حصول الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع على علاجات فعالة في وقت مبكر من حياتهم.

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/زراعة_القوقعة

2- https://iopscience.iop.org/article/10.1088/1741-2552/acbb2d

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/التحليل_الطيفي_للأشعة_تحت_الحمراء_القريبة

المصدر الرئيس

https://hearingreview.com/hearing-loss/how-hearing-difficulties-in-infants-can-impact-language-development

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى