أقلام

فيروس الكورونا المتحور الجديد اوميكرون Omicron ..

د.عبدالله الراشد

– فيروس كورونا المتحور الجديد، المسمى علمياً B.1.1.529، الذي أصبح متعارفاً عليه باسم (أوميكرون) وهو الحرف الخامس عشر من الحروف اللاتينية: فيروس متحور من فيروس الكورونا الأصلي، يضم طفرات ومتغيرات من المتحور/سلالة دلتا Delta الأكثر انتشاراً، إضافة لمتحورات بيتا Beta وغاما Gamma مما أدى إلى تجمع ما يقارب 50 طفرة/متغير في التركيبة الجينية للفيروس، منها على الأقل 30 متغيراً على البروتين الشوكي، وما يقارب 10 متغيراً في مستقبلات التقاء الفيروس بخلايا جسم المصاب مقارنة مع كل المتحورات السابقة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال أننا أمام فيروس جديد بمتحور جديد ضمن مجموعة المتحورات التي تطلق عليها منظمة الصحة العالمية WHO بالمتحورات المقلقة Variants of Concern.

– مصدر القلق لبعض المتحورات -ومنها أوميكرون -هو الخوف من سرعة الانتشار ومدى المقاومة للقاحات والأعراض التي يتسبب بها في نوعيتها أو حدتها.

– من المبكر الوصول إلى صورة واضحة عن سلوك الفيروس فيما يتعلق بمصدر القلق ولا سيما مقاومته للقاحات المستخدمة حالياً، ولذا يحتاج الأمر إلى بعض الوقت ما يقارب ٢-٣ أسابيع للحصول على بعض الاستفسارات المرتقبة عن الفيروس المتحور الجديد.

– الفيروس أوميكرون انتشر في عدة دول أفريقية مثل بتسوانا وجنوب أفريقيا ببداية شهر نوفمبر ٢٠٢١م، إلا أن اكتشافه والإعلان عنه جاء من المختصين والمسئولين في جنوب أفريقيا قبل أقل من أسبوع تقريباً، وعلى ضوئه جاء التحرك العالمي سريعاً لمحاولة احتواء الأزمة مبكراً والاستفادة من التجارب للمتحورات السابقة، ومنها إغلاق الحدود مع الدول الأكثر انتشاراً للفيروس.

– قد يُعزى سبب ظهور متحور جديد وانتشاره في أماكن معينة في العالم إلى عدة أسباب، أهمها تدني نسب التطعيم فيها ضد الكورونا، وهذا ما يحصل حالياً في أفريقيا التي يصل فيها نسبة التلقيح كقارة 10%. وفي دولة جنوب أفريقيا تصل إلى 36% تقريباً، ولذلك الأرقام القادمة من جنوب أفريقيا تشير إلى أن 65-80% من المصابين بالمتحور أوميكرون هم من غير المتلقحين، وكلهم لديهم أعراض متوسطة، وأكثر من 30% ممن تلقوا جرعة واحدة من اللقاح.

– تعمل شركات تصنيع اللقاحات حالياً ومنها فايزر Pfizer وموديرنا Moderna التي تعتمد على تقنية الحمض النووي mRNA في تصنيعها تعمل على اختبار لقاحاتها في التعامل مع هذا المتحور الجديد، وسيتم التعرف على النتائج خلال الأيام القليلة القادمة.
ولكن ما يثير للقلق هو أن أغلب المتغيرات والطفرات الجينية لهذا الفيروس المتحور طرأت في البروتين الشوكي الذي يستهدفه اللقاح وبلتالي قد تكون هناك حاجة إلى تعديل على اللقاحات من جديد، وهذا قد يستغرق بالتصنيع لفترة قد تمتد إلى ١٠٠ يوم.

– منظمة الصحة العالمية WHO توضح بأن المتحور الجديد يحمل درجة عالية من الخطورة باحتمالية انتشاره بسهولة وبسرعة أكثر مع احتمال مقاومته للتطعيمات وللمناعة الطبيعية الناتجة عن الإصابات السابقة بالكورونا.

– وحسب الإيضاح الصادر من مسئولين في الـ WHO فإن وجود طفرات عديدة في المتحور الجديد يدعو للقلق من التهرب المناعي والانتشار الأكثر.

– ولكن من ناحية أخرى فإن منظمة الصحة العالمية توضح بأن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة سلوك الفيروس، ومدى خطورته وأن ما يجب عمله في الوقت الحالي هو تعزيز الوقاية والمناعة بتشجيع التلقيح على نطاق واسع.

– وما يمكن عمله في الوقت الراهن في مجتمعاتنا:

– متابعة ما توصي به السلطات الصحية المحلية في بلدنا والتقيد بما يأتي بها.
– استكمال التطعيمات اللازمة والمعتمدة والموصى بها لكل الفئات العمرية المسموح لها طبياً وتعزيز التطعيم باللقاحات المعززة إن أمكن مع التطعيمات الموسمية كالانفلونزا .
– أخذ كل الاحترازات الوقائية المعروفة والمنصوص عليها في توصيات السلطات الصحبة المحلية والعالمية والتشديد عليها وتطبيقها بفعالية.

دمتم بصحة و عافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى