بشائر المجتمع

الشيخ بوخمسين يحذر من الصراع الداخلي ويستنكر أسلوب التهديد المنفر

مالك مهدي – الأحساء

في ذكرى رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشاد إمام جامع الإمام المهدي (عليه السلام) بحي النزهة في الأحساء سماحة الشيخ عادل بوخمسين بما حققه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من صناعة الحضارة الإسلامية، في فترة وجيزة لم تتجاوز الثلاثة والعشرين عاما، والتي غيرت واقعاً مريرا، كانت تعيشه الأمة قبل الإسلام.

وتساءل عن الأسلوب الذي انتهجه النبي الكريم ليحقق هذا الإنجاز الاستثنائي! وأجاب سماحته بأن الجانب الأخلاقي يشكل أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز النبوي، فقال: “استخدم (ص) أسلوبا لا يحمل العنف ولا المصادمة مع الناس، فكان بأسلوبه الأخلاقي يقنع الناس ويقربهم إليه”.

واستنكر الشيخ بوخمسين ما يقوم به البعض، ممن يبرر لنفسه أن يستخدم أساليب غير أخلاقية، أو منفرة، كخطاب التهديد والوعيد، بحجة أنه يحمل قضية عادلة. ويغفل عن جوانب المحبة والسلم والمودة في الإسلام، فقال: “علينا أن نحبب الناس إلى الله، ونقربهم إليه، لا أن ننفرهم”.

وتعرض بوخمسين للعامل الثاني وهو البناء الفردي، الذي ساهم في بناء الحضارة الإسلامية على يدي رسول الله (ص)، فقال: “فالجانب التربوي الفردي يكون بتنشئة الأفراد على كيفية الارتباط بالله عز وجل، والالتزام بأوامره تعالى، والحصول على العلم، فنرفع من وعيهم، ومستواهم العلمي”.

وفي حديثه حول عوامل النجاح، سلط سماحة الشيخ الضوء على البناء الاجتماعي، الذي قام به النبي على صور متعددة. فذكر أن من أبرزها بناء المؤسسات الاجتماعية، التي تقوم بدور الكفالة لأبناء المجتمع، واستشهد بتأسيس النبي (ص) لما عرف بدار الصفا، التي بناها (صلى الله عليه وآله) بعد مسجد قباء، فكانت تتكفل بإيواء الفقراء والضعفاء والمحتاجين وإطعامهم، فكانت بمثابة مشروع تكافل اجتماعي. وقال: “ولا يمكن للمجتمعات أن تتطور إلا من خلال إيجاد هذه المشاريع والخدمات للناس”.

وفي صورة نبوية أخرى، أكد الشيخ أبو خمسين على تعزيز القيم الاجتماعية، وقال: “من دونها لا يمكن للمجتمعات أن تتقدم، وتجسدت هذه القيم في مشروع المؤاخاة بين الأصحاب”.

وشدد في حديثه على أن أكبر ابتلاءات المجتمع الوقوع في الفتنة والنزاع المذهبي، أو المناطقي، أو الفكري، وأن يتعمق هذا النزاع إلى أسماء واتجاهات، فبدل أن يتوجه المجتمع لتنمية نفسه، وتقوية صفوفه، وبناء أجياله القادمة، ينشغل بهذا النوع من الصراعات”.

وفي لفتة مهمة أكد بوخمسين على أنه لا يجوز لأحد بعنوان اختلاف مذهبي أو طائفي، أو أي عنوان آخر، أن ينتهك حرمة غيره، ويسلبه حقه، ويؤذيه ولو بشطر كلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى