أقلام

كتاب تود كتابته

أمير الصالح

يقال بان خلود الانسان في ارث العالم بقوة اثره و كبير بصمته و ملئ صفحات ايامه بما ينفع به الاجيال التي يعيشها و التي تعقبه. و الكتاب الورقي او الرقمي او الصوتي او السيرة الذي / التي يؤلفه / يكتبها صاحبه / صاحبها هو / هي احد تلكم البصمات الرائدة في تخليد ذكر أسم المؤلف ان خيرا او شرا . الا انه ليس كل الكُتب تُقرأ و ليس كل الكُتب تحمل النافع و المؤثر، و ليس كل الكتب تستهوي الناس، و ليس كل الكتب ذات محتوى قيم . و ذلك ايضا ينطبق على سيرة البعض من الناس و ليس فقط الكتابة. و في المقابل هناك كتب جدا مؤثرة تمت قراءتها و تفعيل محتواها بعد رحيل اصحابها بعقود متباعدة لنفيس محتواها و كثير افكارها و جديد اطرها و قيمة محتواها.

عندما قرأت بعض السير لبعض المؤثرين و المتأثرين في عالم الاقتصاد و الفكر و العقائد و السلوك ، وجدت مساحة كبيرة من التأثير يتركها الكاتب المؤثر و على امتداد اجيال و ان لم يتفاعل معها ابناء جيل الكاتب و معاصروه . فمثلا آدم سميث الاب الروحي للرأسمالية و الذي بصماته مازالت ممتدة الى يومنا هذا مع ان ابناء جيله لم يتفاعلون مع محتوى كتابه ” ثروة الامم – The Wealth of Nations ” حينذاك. و الان كتابه يُعتبر مرجع للرأسمالية و الاكثر شهرة في عالم المال و الاقتصاد السياسي الرأسمالي.

و كذلك افكار كارل ماركس ، الالماني المنشأ ، التي سطرها في منفاه البريطاني في كتاب ” رأس المال ” و تبناها الروس لاحقا في نظامهم السياسي – الاجتماعي- الاقتصادي و هناك ايضا عدة انظمة سياسية تتبناها في ادارة الموارد الاقتصادية حتى يومنا هذا .

كتاب ” خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين ” استعرض المؤلف اسماء لامعة في سماء الفلسفة و الفكر و الثقافة الاسلامية لمجموعة من الاسماء المعروفة. المفكر نبي مالك ، المفكر محمد اقبال ، الكاتب اسماعيل الفاروقي، الدكتور محمد عبدالله دراز ، د. علي عزت بيجافوتش ، و محمد حميد الله هي الاسماء التي اوردها الكاتب و صنفها كما يراها افضل العقول المسلمة في القرن العشرين .

طبعا كل قارئ لديه قائمة تضم اسماء آخرين هو يعتد بهم و يراهم من خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين و يمكنه طرح رؤيته بكتاب جديد يثري المكتبة العربية.

كتابات محمد اسد الاوكراني الاصل و النمساوي النشأة و المسلم العقيدة و حامل الجنسية الباكستانية الى جانب الجنسية النمساوية و الذي اوري الثرى في غرناطة الاسبانية و صاحب كتاب ” الحكم في الاسلام ” و كتاب “الطريق الى مكة ” و كتاب ” رسالة القرآن” و ” الاسلام على مفترق الطرق ” و منهاج الاسلام في الحكم ” ، هو من المؤثرين في صياغة و كتابة الدستور لجمهورية باكستان الاسلامية و الفكر الاسلامي . وايضا يشار الى الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش بانه ترك ارث انساني و اسلامي نبيل و من اهم مؤلفاته “الاسلام بين الشرق و الغرب” و “الهروب الى الحرية ” و “البيان الاسلامي ” . اكتفي بهذه الشواهد عن الكتاب المبدعين السابقين و اثارهم الملموسة في يومنا هذا . و قد يكون للبعض منا قائمة باسماء اكثر حضورا في قلبه من الاسماء المذكورة في كتاب ” العلماء النسامون الاثر بعالية

المتاثرون بما قرأوا

هناك عدد لا ينحصر من قصص المتأثرين بما يقرأون الا انني و اختصارا للمقال ، اورد قصة واحدة و البك بعض تفاصيلها :

عندما وقفت على بعض فصول قصة تحول نائب رئيس حزب ” من اجل الحرية ” الهولندي اليميني المتطرف و منتج فيلم “الفتنة ” السيد ارنولد فان دورن Arnoud Van Doorn من اليمين المتطرف المعادي علنا للاسلام و المسلمين الى اعتناق دين الاسلام و المفاخرة بانتماءه له و اطلاقه لحزب جديد يحمل اسم ” الرحمة” داخل الحياة السياسية في هولندا ، وقفت من جهة متحير في آليات القناعات عند الانسان و من جهة اخرى وقفت متفائل بشكل كبير و يحدوني التعلق برحمة الله ان تنقلب الصورة السوداوية المرسومة عن الاسلام و التي تشوب اذهان الكثير من ضحايا الاعلام الاسود و المناوئ للاسلام العظيم الى صورة مغايرة و تعكس حقيقة دين محمد (ص) الاصيل . و كان سر ذاك التحول في الفكر و المرأيات قراءة السيد ارنود لمجموعة كتب تتكلم عن الاسلام بموضوعية تامة بعد مشاهدته لمدى ردود فعل المسلمين على فيلمه المشؤوم “الفتنة”.

و هنا اسجل وقفة اجلال و احترام لكل صاحب قلم هادف و نبيل و واع و مسؤول ساهم و يساهم بالتعريف بحقيقة القيم الانسانية العليا و اشيد من جهة اخرى بالمسلمين في ديار المهجر او المسلمين في ديار الاغتراب الاوفياء لقيمهم و المتمسكين بالاخلاق الحميدة و سعيهم الحثيث بالدعوة للاسلام باخلاقهم و صدق معاملتهم .

كل ذاك من شواهد و غيره يحث و يحفز الانسان الواعي باطلاق مشروع تأليف كتاب نافع و مميز يخدم و يساهم في ترسيخ اهداف جميلة لحياة افضل على كوكب الارض . و لعل افضل كتاب يخطه الانسان على صفحات ايامه و يقرأه من هم في زمنه و ازمان ممتده من عمر احفاده هو كتاب جميل افعاله و حسن اخلاقه و لطيف تعامله مع من هم حوله . و ان امكنه ان يكتب المزيد، فليكتب بماله ما يخفف الالم عن الناس التي تعيش في محيطه و في وطنه بنية صادقة . و ان امكنه اكثر فليكتب بقلمه ما يرشد به اخوه الانسان لحياة افضل دونما الاستعلاء عليه او المساس بكرامته .

المراجع :
١- كتاب ” افضل العقول الاسلامية في القرن العشرين”
٢- ويكبيديا
٣- بعض الكتب الصوتية المتفرقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى