بشائر المجتمع

الشيخ البراهيم: سمات الأسرة القوية في حديث الكساء

مالك هادي – صفوى

حول سمات الأسرة القوية على ضوء حديث الكساء تحدث سماحة الشيخ صالح البراهيم إمام مسجد الصديقة فاطمة الزهراء بمدينة صفوى بالقطيف في ظل التحديات الكثير والكبيرة التي تواجه الأسرة كالعنف الأسري والطلاق وتربية الأبناء والانفتاح الثقافي والبطالة والفقر وغيرها، وكيف يمكن مواجهة هذه التحديات بكفاءة وجدارة وفاعلية.

وأكد سماحة الشيخ أن الأسرة المتماسكة القوية بمثابة صمام الأمان والدرع الحصينة أمام التحديات التي تواجهها.

وطرح سماحته تساؤلا عن الأسرة القوية التي تواجه هذه التحديات، ما هي سماتها وصفاتها لتكون متماسكة ومتينة؟
وقال: “البحوث والدراسات التي أجريت في مجال الأسرة على مستوى العالم، بناء على بيانات ومعلومات أكثر من ثلاثين ألف فرد، من أربعين دولة، تمثل مختلف قارات العالم، بينت وجود سمات وصفات مشتركة، تميز الأسرة القوية عن غيرها، من أهمها:
1. التقدير والمحبة.
2. الالتزام بالأسرة: فكل فرد من الأسرة يلتزم ويتحمل مسؤولياته تجاهها.
3. التواصل الإيجابي: بوجود حوار متبادل بين أفراد الأسرة.
4. قضاء وقت ممتع معاً: فيخصصون أوقاتا لتبادل الاهتمام والأحاديث الودية.
5. الرفاه الروحي والقيم المشتركة.
6. القدرة على التكيف مع المتغيرات.

ثم تحدث سماحته حول ضرورة الاستفادة من حديث الكساء كأنموذج واضح للأسرة القوية المتمثلة بالأسرة النبوية الشريفة، وذكر لها عدة سمات، منها:
1. التواصل القوي بين أفراد أسرة النبي من أهل بيته.
وذكر تطبيقا لذلك وهو السلام ورده، كما هو وارد في حديث الكساء، من سلام النبي على فاطمة وردها على سلامه، والبقية من أصحاب الكساء.
وفي صورة أخرى من صور التواصل القوي تحدث عن جلوس أفراد أسرة النبي تحت الكساء، وقال: “إنه يدل على التواصل القوي، وهو ما تفتقر إليه العديد من الأسر حتى على مستوى الجلوس على وجبة الطعام.

واستكمالا لحديثه حول هذه السمة ألفت البراهيم إلى كلمات الإشادة والتقدير، فكان كل واحد من أفراد أسرة النبي يشيد بالآخر وما ويشير إلى مميزاته، ويظهر مشاعر الحب والعطف، كقول الزهراء عليها السلام في حديث الكساء (يا قرة عيني وثمرة فؤادي).

وفي مظهر آخر لهذه السمة قال سماحته: الحوار الهادف بين أفراد الأسرة من أبرز مظاهر التواصل، فحينما جلسوا جميعا تحت الكساء ابتدأ النبي (صلى الله عليه وآله) بالدعاء لله تعالى لأهل بيته، وسؤال الإمام علي لرسول الله: ما لجلوسنا هذا تحت الكساء عند الله؟ فأجابه النبي (ص).

وفي السمة الثانية تحدث الشيخ البراهيم عن اتباع الآداب والقيم الأخلاقية في الأسرة، كالاستئذان وهو ما كان يفعله أهل بيت رسول الله في حدث الكساء بقولهم (أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟)، وهو ما يدل على الاحترام.

ثم تناول البراهيم السمة الثالثة وهي التقدير والثناء، فنقرأ في حديث الكساء أن كل فرد من أفراد أسرة النبي يقدر ويحترم الآخر، ويتحدث عن صفات الآخر المتميزة، واستشهد بقول الحسين لجده رسول الله (السلام عليك يامن اختاره الله)، وقول النبي للحسن (وعليك السلام يا صاحب حوضي)، وقوله للحسين (وعليك السلام يا شافع أمتي).

وفي ختام حديثه ركز الشيخ البراهيم على سمة الولاء والتضامن والمساندة في الأسرة، كالمشاركة في الأحزان والأفراح، ودفاع أفراد الأسرة عن بعضهم، وتوفير الحماية والمساندة، والشعور بتحمل المسؤولية اتجاه بعضهم، كقول النبي حينما أخذ بطرفي الكساء وأومأ بيده اليمنى فقال (ص): “اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عادهم، ومحب لمن أحبهم ، إنهم مني وأنا منهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى