أقلام

الطفل في أمريكا

حسن السلطان

من أكثر الأمور التي تشد المبتعث إلى أمريكا هو الاهتمام بالطفل، حيث كل شيء يتعلق بالأطفال يتجاوز ما نقوم به بمراحل طويلة جداً، رغم أنها أمور عادية ونستطيع تنفيذها.
سوف أقف أمام حادثة بطلها كان طالب مبتعث، عاد للوطن وسجل ابنه في المدرسة الابتدائية ليصطدم الابن بحجم الاختلافات، ولكن الأب لم يكن يطلب أكثر من أمور بسيطة مثل تعديل وضع الصف والذي يستطيع الآباء المساهمة فيه مادياً من أجل مساعدة أبنائهم لتحصيل دراسي أفضل، ولكن للأسف لم يستجب له أحد، وأما الأمر الآخر هو أن الطالب حالياً يشتكي من سوء دورات المياه في المدرسة مقارنة بمدارس أمريكا، ولا أعلم واقعاً حتى الآن لماذا دورات المياه في المدارس مهملة ؟.
المؤلم أن الذاكرة عادت بي إلى سنواتي الابتدائية حيث أذكر أن دورات المياه للطلاب لا يمكن الدخول فيها، بينما للمدرسين دورات مياه خاصة نظيفة.

في الحقيقة الفروقات الموجودة بيننا وبين أمريكا نستطيع معالجتها لكي تكون حياة الأطفال أكثر إبداعاً، ولكننا لا نجد وقتاً للقيام بذلك بينما بعضنا مستعد أن يمضي كل ليلة في الاستراحة ويصرف مبالغ كبيرة على أمور ليست بذات الأهمية.
الأمثلة كثيرة لتوضيح الفروقات، ولكن نذكر جزءاً منها مما هو قابل للعلاج لدينا ومنطقياً هو سهل التنفيذ ولا يحتاج للمعجزة، وأحياناً يعتمد على الوعي الاجتماعي أكثر من تحرك الجهات الرسمية.

في أمريكا حضانة الأطفال خالية من التلفزيون، والطفل كل يوم يكسب مهارات جديدة فيها، وهي تتفوق على رياض الأطفال لدينا من حيث الشكل والمضمون أيضاً بينما الحضانات في البلد وإن كانت أمراً مستجداً إلا أنها تعتمد على استهلاك وقت الطفل بين التلفزيون والنوم.
عندما يقف باص المدرسة وتتوقف حركة السير بالكامل من أجل سلامة طفل سوف يصعد أو ينزل من الباص، سوف ندرك أننا أمام وعي اجتماعي بمساندة من القوانين الحكومية.
مدارس الأطفال عبارة عن نزهة حقيقية، لذلك مع تأخر ولدي في النوم أحياناً بالمساء إلا أنه عندما يستيقظ في الصباح بصعوبة، لا يطلب عدم الذهاب إلى المدرسة، مع أننا نعيش في البرد الشديد خمسة أشهر في السنة.
هناك الكثير مما يستحق أن يقال ليكشف لنا أن مسافة السنين الضوئية بين حياة أطفالنا وحياة أطفال أمريكا هي مجرد وهم، والوصول له سهل متى ما تجاوزنا عقدة النقص.

أعتقد أننا نحتاج إلى تشكيل لجان اجتماعية تهتم بالأطفال كخطوة أولى لمعالجة الخلل الموجود، بالإضافة إلى أمنية بسيطة أرجو أن تتحقق مستقبلاً، وهي أن الدولة تقوم بخطوة متقدمة جديدة من خلال إنشاء مؤسسة حكومية لرعاية الأطفال على غرار الرعاية العامة للرياضة و الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى