أقلام

الحاج أحمد الميدان..شيخ الكرم(الجزء الثاني)

عبدالله البحراني

مواقف وذكريات:
في الجزء الأول، تطرقنا لفصول من حياة الحاج أحمد الميدان. وكيف أنه عذب الحديث، حلو المعشـر. سمحٌ في تعامله. كما أنه صاحب دعابة. وكان لزوجته الصالحة فاطمة بنت المرحوم ناصر المبارك (أم علي), دور بارز في مسيرة حياته. فقد ساعدته في بذل المعروف والقيام بواجب الضيافة.[١] وننقل هنا بعض المشاهد الإنسانية لمعرفة شخصيته وجميل صنعه.

المشهد الأول:
يحكى أنه في إحدى السنوات، زار المنطقة الشيخ أحمد الشهرودي, أحد علماء الدين المعروفين بمدينة مشهد المقدسة. وذلك بدعوة من أحد رجال المنطقة. على أن يقوم الداعي بالتكفل برحلة الحج للشيخ وأسرته. وبعد وصول الضيف إلى البلاد, ترافقه زوجته وابنتاه لم يظهر ممن دعاه ما يوحي بالتزامه بما وعد به. وكان الموقف صعباً على الشيخ وأسرته, فهو في غربة ولم يستعد لهذا الموقف.[٢]
فأشار البعض على الشيخ أن يقابل الحاج أحمد الميدان, ويشـرح له وضعه. وهذا ما حدث. فقام الحاج الميدان باستضافة الشيخ وأسرته في بيته. وكان الحاج الميدان يملك بيتاً آخر يقع بالقرب من (براحة البحراني). فعرض ذلك البيت للبيع وتم بيعُه بمبلغ سبعة آلاف ريال. وقام على تهيئة ما يلزم من أمور السفر للحج, والتكفل بتغطية مصاريف الحج للشيخ وأفراد عائلته.
وفي ذلك العام رافق الشيخ أحمد الشاهرودي كل من : الحاج أحمد الميدان, وزوجته, وابنه عبدالله, والحاج المرحوم علي بن سلمان الميدان (بومحمد) لأداء مناسك الحج.[٣] وهذا عملٌ ينم عن شخصيته الفريدة والتي تمثلت فيها الإنسانية وبذل المعروف. وهذه من سمات أهل الجنان.
كما عرف أنه صاحب المبادرة في مساعدة الآخرين. ويحكى عن وجود عائلة من أقاربهم كانت تسكن في إمارة أبو ظبي (قبل الاتحاد). وفي تلك الفترة, كان سكان تلك البلاد يمرون بضائقة اقتصادية, ويعاني السكان من الفاقة والفقر الشديد. وهنا بادر الحاج أحمد الميدان بالسفر إلى أبوظبي في عام ١٣٧٨هجري تقريباً. وأقنع رب تلك الأسرة بالعودة إلى ديارهم الأحساء. ورافقوه عائدين حيث أهلهم وذويهم. وبعد عودتهم إلى البلاد, وقف الحاج الميدان مع أفراد هذه الأسرة, حتى اطمأن عليهم وتحسن وضعهم المعيشـي.[٤] وهذا يدل على ما يتمتع به هذا الرجل من مروءة وخلقٌ رفيع.[٥]
المشهد الثاني : (الأخوة في الله)
وكانت تربطه علاقة صداقة ومودة مع الكثيرين من رجال المجتمع في المنطقة وخارجها. ومنهم : العلامة الشيخ محمد بن محمد المهنا, والمرحوم (العم) عبدالحسين بن علي البحراني, والمرحوم حسين بن أحمد المحمدعلي, والمرحوم حمد النجدي, والمرحوم حسن العبدالوهاب, وهذا ليس حصـراً. فأصدقاؤه ومحبوه كثر في الحي وخارجه. ولكنه كان يرتبط مع الشيخ داوود بن سليمان الكعبي بصداقة خاصة. وبينهم تآلف روحي ونفسـي ملحوظ. ومن مظاهر هذه العلاقة, تآخيهم في كثيرٍ من الأسفار. فقد سافرا سوياً لأداءِ فريضة الحج في عام ١٣٨٠هجري. بواسطة الطائرة من مطار الظهران إلى مدينة جدة, وبرفقة الحملادار الحاج المرحوم عباس المؤمن. وفي ١٣٩٣هجري كان الحاج الميدان في العراق لزيارة الأئمة المعصومين, حيث صادف وجود صديقه الشيخ داوود مع الحملادار الحاج المرحوم محمد بن علي بن عيسـى البوخضـر. وكانت هذه السفرة التي توفي فيها الشيخ داوود الكعبي ودفن بالنجف الأشرف.[٦]
المشهد الثالث
ومن المعاصرين له سماحة السيد حسين بن السيد محمد العلي, والذي وصفه بقوله[٧] : الحاج أحمد ابن المرحوم حسن الميدان, من وجهاء محلة الشعبة في المبرز. يتحلى بمكارم الأخلاق, والتواضع, والحلم, والإيمان, والمحبة الفائقة للنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام). ومنزله كان المأوى لخدام المنبر الحسيني, حيث يستقبلهم برحابة صدر. وذلك لحبه للحسين (عليه السلام).[٨] وهو من المواظبين على أداء صلاة الفريضة في المسجد الجامع الكبير. ومن عادة الحاج أحمد الميدان أنه يقيم وجبة إفطار في إحدى ليالي الشهر الفضيل. وعلى رأس المدعوين سماحة العلامة الجليل (العم) السيد هاشم ابن المقدس السيد حسين العلي, وجملة من المؤمنين, وكنت ممن يدعى لتلك المأدبة السنوية. وبعد وفاة (العم) السيد هاشم, اعتاد على دعوة سماحة العلامة السيد محمدعلي السيد هاشم العلي (حفظه الله) لهذه الوليمة. واستمرت هذه العادة الرمضانية حتى آخر سنة في حياته, وأذكر أن آخر دعوة حضرناها كانت في بيته والذي اشتراه من البوشل. [٩]
يقول سماحة السيد حسين ابن السيد محمد العلي: وكان (رحمه الله) من الذين لهم باع في حسن الحديث والآداب. يجيد إلقاء القصة والطرفة, ولديه قدرة فائقة على جذب من يستمع إليه ويشدهم لحديثه. وقدر لي وأنا في مرحلة الصِبا أن أستمع إلى ثلةٌ من الرجال المتحدثين في ذلك العصر. وكان ممن لهم القدرة التامة على شد الجمهور إليهم, وإدارة الحديث في المجالس. ففي المنطقة, كان هناك عدد من المتميزين في هذا الجانب. وعلى رأسهم (الوالد) المقدس السيد محمد العلي. والذي عرف عنه أنه عذب الحديث, وله طريقة يتفرد بها في إلقاء القصة والطرفة. فكان يشدُ الجلوس إليه إذا ما ألقى طرفة. وكان يدخل البهجة والســرور على قلوب الحضور.[١٠]
وكان الحاج أحمد الميدان من الذين لديهم القدرة الفائقة على رواية القصة, وبطريقة جذابة ومشوقة. ولقد شاهدتُ الناس وهي تصغي لحديثه وقصصه وذلك بحضور الوالد العلامة السيد محمد في كثير من المحافل. أتذكر أن الحاج علي العمران, دعا (السيد الوالد) إلى مزرعته مع جملة من الأصدقاء, ومنهم الحاج أحمد الميدان (رحمه الله). وأتيح لي مرافقتهم, حيث الجلوس تحت العريش المصنوع من سعف النخيل. ويدور الحديث, والذي يشمل القصص والطرائف والفكاهات المؤدبة. والخلاصة أن المرحوم أحمد بن حسن الميدان كان مؤمناً تقياً محباً لأهل بيت العصمة. متمثلاً بمكارم الأخلاق, عابداً صالحاً, لم يكن لأحد فيه مغمزة حتى نهاية حياته. [xi]انتهى كلام سماحة السيد حسين ابن العلامة السيد محمد العلي.
ومن اللطائف
وهذه بعض المواقف الطريفة ننقلها هنا للتوثيق ولمعرفة شخصية هذا الرجل ومدى حلمه وطيب نفسه.
ففي إحدى السنوات, كان الحاج أحمد الميدان في طريقه لإيران قادماً من العراق, لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام). وللاطمئنان على ضيف سبق وسكن عنده في الأحساء.[١١] وكانت هذه الرحلة عن طريق البر بالحافلة(الباص). وفي الطريق وجد أحد الزوار في أرضية الحافلة كيس نقود )صرة الخرجية). فسلمه إلى الحاج أحمد الميدان. والذي بدوره بدأ رحلة البحث عن صاحبه, وذلك بالإعلان عنه في الحافلة, وكما يقال (يُجَعِلُ عليه). ولكن لم يتقدم أحد من الزوار لذلك الكيس. وعند وصول الحافلة إلى الحدود الإيرانية, سلم الحاج الميدان تلك (الصـرة) إلى مسؤول الجمارك. على أمل أن يأتي من يسأل عنها. وفي ذلك الزمان كان المسافرون يضعون مصروفهم (الخرجية) في صرة وتوضع في كيس تحت الثياب.
وعند وصولهم لمدينة قم المقدسة, طلب الحاج أحمد الميدان من زوجته (أم علي) أن تعطيه بعض النقود لشـراء ما يلزم للإقامة. وكانت المفاجأة أن (أم علي) لم تجد كيس خرجيتهم. يقول ابنه (عبدالرسول) : كُنتُ مرافقا لهم في هذه الرحلة, وكان الخبر مفاجئاً لنا جميعا, ولكن كانت هناك مفاجأة أخرى لم يتوقعها جميع الزوار, وهي طريقة تفاعل الوالد مع هذا الموقف !..
فقد بدى لنا الوالد هادئا. وقال للوالدة :
لا تهتمي يا (أم علي) لما حدث. فأنت مشكورة, وجزاك الله خيراً, حيث بهذه الواقعة سوف يتضاعفُ أجرنا في هذه الزيارة, فالأجر على قدر المشقة. وعاد الوالد إلى مركز الجمارك, واستلم كيس نقوده من مسؤول الجمارك. وكانت تلك من الرحلات الموفقة، والتي تخللتها الكثير من الدروس والعبر.[١٢]
ومن مواقفه اللطيفة. ينقل عنه هذه الطرفة. يقول : كنت في صباي أعمل في البحرين صائغاً في دكان صغير وله باب من درفتين, ومرتفع عن الأرض قليلاً. وفي أحد الأيام كنت أعمل في دكاني كالعادة. وكنت أردد أبياتاً من (النعي الحسيني) بصوت منخفض (أنوني لنفسي). وكان لي في ذلك الوقت صوت جميل. وفي هذه الأثناء, لاحظتُ أن هناك رجلاً طويل القامة يقف بجانب الباب مصغياً, فقلت له: تفضل . فقال: أكمل القراءة
فقلت له : أنا لست بملا.
فخر الرجل إلى الأرضِ ساجداً.
فقلت له: الحمد لله. السجودُ عبادة. ولكن ما سبب سجودك الآن !
فقال الرجل مبتسماً: الحمُدُ لله أنكَ (لست بملا) حتى لا يتأثر سوقنا. وعرفني بنفسه, فإذا به الملا أحمد بن رمل (رحمه الله).[xiv].
وهذا موقف آخر سمعته من العلامة سماحة الشيخ محمد بن محمد المهنا (رضوان الله عليه) عن لسان الحاج أحمد الميدان, يقول : كان في ضيافتنا في إحدى الليالي الملا حسن خطيب حسيني كفيف البصـر من أهل تاروت. وبعد العشاء طلب الملا أن نحضـرَ له البشتختة (طاولة صغيرة) تستخدم ليوضع عليها السـراج في ذلك الزمان. فأحضـرنا له البشتختة.
فما كان منه إلا أن أخرج منديلاً ملفوفاً وفتحه وأفرده على الطاولة. وإذا فيه (سكاريب, وبراغي, وساعات يدوية). عندها سألنا الملا عن هذه الأشياء !
فقال: انا أقوم بإصلاح الساعات (العطلانة), فإذا كان لديكم ساعات تحتاج للتعمير, فأحضروها لي لإصلاحها لكم. هذا والرجل كفيف البصر. ولله في خلقه شؤون.[١٣]

[١] وفي الهفوف, كان المرحوم أحمد بن حسن علي المعيوف (ت 1427 هـ), يقوم بإستضافة الخطباء من خارج المنطقة. قام بتعريفه الأستاذ سلمان بن حسين الحجي, في كتابه هكذا وجدتهم, فكتب : (المرحوم أحمد بن حسين المعيوف, من مواليد الهفوف عام ١٣٤٥هـ. عمل في مهن متعددة بالمنطقة الشرقية, ومنها الحياكة والبناء والتجارة. من الشخصيات البارزة في أسرة المعيوف. ملماً بالكثير من المعلومات التاريخية عن المنطقة. وله علاقات مميزة مع جملة من خطباء المنبر الحسيني من القطيف, والبحرين والأحساء.).

[٢] سماحة الشيخ أحمد الشهرودي , طويل القائمة, بهي الطلعة. عليه سمات الهيبة والوقار. وقراءته للقرآن الكريم مؤثرة وتثير الخشوع في القلوب. وخلال إقامته القصيرة في الأحساء, تقدم لإمامة الجماعة في المسجد الشـرقي بالمبرز . (المصدر : الحاج عبدالرسول بن الشيخ محمد المهنا 1437 هجري).

[٣] لقاء مع الأخ عبدالرسول أحمد الميدان, مصدر سابق.

[٤] لقاء مع الحاج محمد بن علي بن سلمان الميدان (بوحمدان), مصدر سابق.

[٥] المروءة اصطلاحاً : آداب نفسية تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات. وهي من كمال الرجولة. (موقع د. أحمد كلحي, مؤسوعة الأخلاق الإسلامية)

[٦] لقاء مع الحاج محمد جميل بن ملا داوود الكعبي. يقول : (وبعد أن فاضت روح الوالد إلى بارئها, خرجت من البيت مبكراً, لأخبر بعض المؤمنين بوفاة الوالد. وأول رجل التقيت به في الطريق (الحاج أحمد الميدان). والذي تأثر كثيراً بهذا الخبر, وفجع لوفاة صديقه المقرب. وكان ذلك في ليلة الجمعة الموافق ٨/٨/١٣٩٣ هجري.

[٧] لقاء مع سماحة السيد حسين ابن المقدس السيد محمد السيد حسين العلي في غرة شعبان عام 1431 هجري.

[٨] ومن ضيوف الحاج أحمد الميدان في بيته من العلماء وخدام المنبر الحسيني : الشيخ أحمد الشاهرودي (من مدينة مشهد), والشاعر الحاج كاظم المنظور الكربلائي (من شعراء المنبر الحسيني المعروفين في العراق, لا يجيد القراءة أو الكتابة, وله ديوان مطبوع بعنوان (المنظورات الحسينية). والحاج المرحوم جاسم القرقاوي (صاحب مكتبة ومطبعة أهل البيت بكربلاء), والسيد محمد حسن الشخص (الخطيب الحسيني المعروف), والسيد حسين الشامي. والشيخ أحمد السماكي (البحرين), والشيخ عباس الدرازي (البحرين), والشيخ حسن القيسي (البحرين). والشيخ هاني الصنانير (القطيف), والملا محمد المسيري) القطيف), والسيد عبدالله الصفواني (القطيف), والشيخ عبدالله الدار )القطيف), والشيخ عبدالحميد المرهون (القطيف), والملا أحمد الخميس (القطيف), والشيخ عبدالكريم بن حمود (القطيف), والشيخ حسن حيدر (البحرين). وبعد وفاة الحاج أحمد الميدان, تحول مقر إقامة الشيخ الحيدر إلى حسينية المهناء, وفي ضيافة الشيخ محمد بن محمد المهنا (رحمه الله).

[٩] وكان في الحي رجلٌ مريضٌ عقلياً. وأسرته تهتم بشؤونه. ولكنه قد يتعرض للأذى من قبل بعض الأولاد في الطرقات. فكان يلجأ إلى (دهريز) بيت الحاج أحمد الميدان. وكان يقوم على حمايته, ويقدم له الطعام, ويعطف عليه. ونقرأ في هذا التصرف البسيط (الكثير) من الخلق والعطف الإنساني.

[١٠] يقول سماحة السيد حسين ابن العلامة السيد محمد العلي : ومن الذين تميزوا بحديثهم الجذاب, الحاج المرحوم صالح الحسين. وكان معروف بحافظته القوية, والقدرة على إلقاء القصة. وهناك أيضا الحاج موسى المحمدعلي, وأخوه الحاج حسن المحمدعلي. ومن الذين لهم القدرة المتميزة في أداء الطرائف, الحاج عبدالله بوعويس (من حي السياسب). فكانت جميع طرائفه وقصصه التي يذكرها دائما مما جرى عليه في حياته. ولقد أتيح لي أن أستمع إليه وإلى طرائفه لمدة أسبوع. فكان يأتي في كل ليلة بطرفة جديدة, وهي من الطرائف التي يكون هو محورها.

[١١] من ذكرياتي, سماحة السيد حسين ابن المقدس السيد محمد العلي.

[١٢] وفي إحدى السنوات, تم توقيف أحد الخطباء القادمين من إيران للتحقيق معه, في موضوع ثبت بعد ذلك أنه غير صحيح. وتم تسفيره لبلاده. وفي ذلك العام, كان الحاج أحمد الميدان يفكر في السفر لأداء مناسك الحج, ولكنه غير وجهة سفره إلى إيران, وذلك للزيارة وللاطمئنان على ذلك الخطيب, والذي كان ضيفه. وسبق أن أخذَ للتحقيق معه من بيته وهذا أحد عناوين النبل وكرم الأخلاق.

[١٣] الأخ عبدالرسول بن أحمد الميدان, مصدر سابق.

[١٤] لقاء مع العلامة الشيخ محمد بن محمد المهنا (رضوان الله عليه).

[١٥] ومن مكفوفي البصر في حي الشعبة بالمبرز : المرحوم عبدالمجيد البراهيم. وكان يعمل في مجال السباكة وإصلاح الدوافير. وله قدرة على علاج من تلدغهم العقارب وغيرها من الزواحف. وأيضاً من المكفوفين في الحي / الحاج عباس الشداد من الحرفين المهرة في منطقة الأحساء. حيث يعمل في مهنة الصفارة, ويعتبر من المبدعين في مجال عمله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى