بشائر المجتمع

الموسى: هكذا نزرع العفة الزينبية في بناتنا

مالك هادي – الأحساء

تحدث سماحة الشيخ عباس الموسى إمام مسجد الإمام الكاظم بالعمران في الأحساء  في حديث الجمعة عن كيفية تربية أبنائنا على العفة فقال :  مِنْ أصعبِ المواقِفِ التي يعيشُها الإنسانُ في حياتِهِ تربيةُ الأولادِ ذكورًا وإناثًا، وليسَتْ مسألةُ التربيةِ اليومَ كمَا هيَ بالأمسِ حيثُ لا انترنت ولا تلفاز ولا وسائلَ تواصلٍ اجتماعيٍّ، فيسعى المؤمنَ جاهدًا أنْ يجعَلَ مِنْ أولادِهِ أكثرَ إيمانًا وصلاحًا، و مِنْ أهمِّ ما ينبغِي أنْ يمتلكَهُ الإنسانُ المؤمنُ مِنْ صفاتٍ تُعَدُّ مِنْ أمهاتِ فضائلِ الأخلاقِ وتساعدُهُ على مواجهاتِ الأخطارِ المحدقةِ بهِ على مرِّ الحياةِ: العفةُ.

وتحدث الشيخ الموسى عن حاجة بناتنا لهذا اليوم من عفة فقال : ما نحتاجُ لهُ اليومَ لبناتِنا في بابِ العفةِ هوَ ما كنَّا نراهُ في أمهاتِنا، ولننظُرْ جميعًا إلى أمهاتِنا اليومَ ومعَ كلِّ هذا التطورِ ومعَ كبرِهِنَّ كيفَ يحمِلْنَ الحياءَ والعفافَ معَ أنَّ بعضَهُنَّ صِرْنَ مِنَ القواعِدِ اللاتِي لا يرجونَ نكاحًا.

وحول كيفية تربية فتياتِنا على العفةِ ، أكد الموسى أن التركيز على العفةِ وعلى الفتياتِ بات مهما بسبب واقِعَ التطورِ اليومَ الذي أصبَحَ مرعبًا ومخيفًا فلا يَأمَنُ الإنسانُ على عائلتِهِ وبناتِهِ مِنَ الأخطارِ الأخلاقيةِ التي تلاحقُهُ في كلِّ مكانٍ، ففي المدرسةِ وما تتعرضُ لهُ البناتُ، وفي وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ والمسلسلاتِ التي تنشُرُ السرطاناتِ الأخلاقيةِ المميتةِ.

واستعرض سماحته مجموعة من الحلول التي تساعد على تأصيل العفة لدى الفتيات ، منها :
1.  إيجادُ القدوةِ لهُنَّ، في المنزلِ وفي الحياةِ عمومًا، فقال : ما قدوةُ البناتِ اليومَ ؟ زينبُ الكبرى مثلًا أوِ الممثلةُ الفلانيةُ أوْ إيفانكا ترامب؟

2. عدمُ الانفتاحِ على الرِّجالِ، وليسَ المقصودُ بالعفةِ أنْ تَعْجَزَ المرأةُ وتتكاسلَ، كلَّا، ولكنْ لا مزاحمةَ للرجالِ ولا اختلاطَ ولا خروجَ لغيرِ حاجةٍ .

قال الشيخ الموسى : المرأةُ قدْ تعملُ في أيِّ حقلٍ وتكدُّ وتكافحُ مِنْ أجلِ كرامتِها ومعيشتِها ولا ضرورةَ إلى الانفتاحِ والاختلاطِ، وإذا ما كانَتْ هناكَ ضرورةٌ للاختلاطِ بينَ الرجلِ والمرأةِ فإنَّهُ يجبُ أنْ يُقيَّدَ المكانُ بمجموعةِ شروطٍ، كعدَمِ الضحِكِ والمزاحِ الّذي يُزيلُ الحجابَ والعفَّةَ بينهُما، وشيئاً فشيئاً تنكسِرُ وتتمزَّقُ الحشمةُ، وتقعُ المعصيةُ بأيٍّ مِنْ درجاتِها، وهذا ما ينبغِي أنْ تتعوَّدَ عليهِ بناتُنا، فالرجُلُ الأجنبيُّ مهما كانَ في وظيفةٍ أو غيرِ ذلكَ، لا يُمازَحُ، ولا يُتَكلَّمُ معهُ إلا لحاجةٍ، وإنْ كانتْ هناكَ حاجةٌ كالممرضاتِ ومختلَفِ الوظائفِ اليومَ فبدونِ ميوعةٍ وغنجٍ كلاميٍّ، بلْ بجديةٍ ورسميةٍ وعدمِ انفتاحٍ معهُ في أيِّ كلامٍ خارجِ الوظيفةِ، وعدمِ التواصلِ معهُ خارجَ الوظيفةِ وهذا ما يضمنُ عفافَهُنَّ.

3.  أنْ تتعودَ الفتاةُ منذُ الصِّغرِ على العفةِ، وخصوصًا خارجَ المنزلِ، فعلق وقال :  اليومَ نلاحظُ كيفَ ترتدِي الفتاةُ الصغيرةُ ملابسَ قصيرةً مثلًا ويخرُجُ بِها أهلُها إلى الخارجِ، والصغيرةُ لاقِطٌ لكلِّ الصورِ والمشاهدِ الّتي تمرُّ عليها في بدايةِ عُمرِها، فإذا كانَتْ متعودةً على التزيُّنِ والملابسِ غيرِ الساترةِ لجسدِها أوِ القصيرةِ في الخارجِ فكيفَ يتبدَّلُ أمرُها عندَ الكِبَرِ، نعم أيُّها الأحبةُ لا مانِعَ أنْ تلبَسَ في داخِلِ المنزلِ الملابسَ القصيرةَ ولكنْ لِتتعوَّدَ ولنرسمَ في ذهنِها أنَّ الخارِجَ مختلفٌ عنِ الداخلِ.

وشدد الموسى على أنَّ المستعمِرَ اليومَ وهوَ في مكانِهِ يستهدِفُ الحياءَ والعفةَ عندَ النساءِ لأنهُ أدركَ أنَّ القضاءَ على المسلمينَ يبدأُ مِنَ القضاءِ على الحياءِ والعفةِ والطهارةِ، وعندَما يستطيعُ ذلكَ ويجدُ بيئةً خصبةً لهُ بحيثُ يديرُ المجتمعُ ظهرَهُ للحياءِ ويدوسُ على العفةِ، وينزوِي عنهُ الدينُ.

وأكد سماحته أن غُزاةُ الثقافةِ أدركوا هذِهِ العلاقةَ والملازمةَ بشكلٍ واضحٍ، فقال الصهيونيُّ نتنياهو : إنَّ برامجَ الفضائياتِ بمثابةِ قوةٍ ثوريةٍ كبيرةِ التأثيرِ، ممَّا لا شكَّ فيهِ أنَّ الأطفالَ المسلمينَ يرغبونَ الألبسةَ الجميلةَ التي يشاهدونَها في التلفزيوناتِ، وسيطلبونَ أيضاً المسابِحَ ونمطَ الحياةِ المرفهة.

4.  التربيةُ والتعليمُ لهَا على الحجابِ الذي هوَ الأساسُ الظاهريُّ للعفةِ والحياءِ، فالفتياتُ لا بدَّ أنْ يتعلَّمْنَ أحكامَ الحجابِ كما يتعلَّمْنَ أحكامَ الصلاةِ والصيامِ، ولا بدَّ أنْ يتعلَّمْنَ أنَّ الواجِبَ  سترُ كاملِ الجسدِ بالجلبابِ وهوَ اللباسُ الفضفاضُ الواسعُ.
ونعودُهُنَّ على تحاشِي البرامجِ غيرِ المحتشِمَةِ والمخلَّةِ بالحياءِ على شاشاتِ التلفزةِ أوِ الانترنت، وعندَما تتحاشَى النظرَ إلى العارياتِ في أعراسِنا التي أصبحَتْ موضةً لاستعراضِ البدنِ أمامَ الأخرياتِ فإنهنَّ يتمسكْنَ بالعفةِ، والقرآنُ حينَ يأمرُ بِغَضِّ البصرِ مِنَ الرجالِ والنساءِ، وعدمِ التبرجِ بالزينةِ لإثارةِ الشهواتِ، ليبرِزَ الفكرةَ السائدةَ في منهجِ التربيةِ القرآنيةِ في تضييقِ فرصِ الغوايةِ، وإبعادِ عواملِ الفتنةِ، وقطعِ الطريقِ على أسبابِ التهييجِ والإثارةِ لإفساحِ المجالِ أمامَ صرحِ العفةِ والطهارةِ، فالحجابُ تاجُ العفيفةِ الطاهرةِ الذي يميزُها عنْ غيرِها مِنَ الباحثاتِ عنِ المتعِ الرخيصةِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى