أقلام

القرارات الحرجة

أمير الصالح

خبر اعتماد إطلاق حفل الألعاب النارية في مدينة سيدني الأسترالية بمناسبة ولوج العام الميلادي الجديد لهذا العام ، ٢٠٢٠ م، صدم الكثير من سكان أستراليا وأثار استياءهم وبالخصوص سكان مدينة سيدني. سبب الصدمة والاستياء هو أن اشتعال النيران في الغابات المحيطة بمدينة سيدني مازالت مشتعلة منذ عدة أيام وفي تصاعد متزايد حينذاك ولكونه حريق تاريخي مؤلم. فكان قرار العاصمة الأسترالية المركزية النهائي هو المضي قدما في عقد مهرجان الاحتفال السنوي وعدم الإصغاء لموقعي وثيقة المناشدة بالإلغاء للاحتفالات السنوية بدافع استثنائي لهذا العام.

في حياة كل منا، العامة والخاصة، هناك قرارات صعبة جدا تتوجب وجود إدارة حازمة ومهارة في صنع القرار وكاريزما للمسؤول مع استدراك تداعيات الأمور من كل الجوانب لاسيما عندما تختلط الأفراح والأتراح ووقوعها في نفس الزمان والمكان. وهذا الأمر، يذكرني بعدة حوادث وقعت في عدة حواضر مدنية منها على سبيل المثال حاضرة الأحساء. قبل عدة سنوات، في عصر ذات يوم وصل خبر صاعق لمسامع أحد العوائل، ومفاده وقوع حادث مميت لبعض أشقاء رجل في ليلة زفاف ابنيه وأحد بناته في ذات اليوم. تدفق المدعوين للزفاف في ازدياد وفي ذات الوقت سرعة انتشار خبر الفاجعة كالنار في الهشيم. بحزم وصبر وقول جازم أمضى والد المعاريس وشقيق المتوفين إجراءات الزفاف في مكانه المعد سلفا، وعقد مجلس العزاء في ذات الليلة في مكان آخر. حجم التأثر والتعاطف من أهالي الحاضرة كبير جداً إلا أن القرار يدل على صلابة.

في أحيان قليلة قد تمر في حياة أحدنا وتصادفه، محطات أحداث حرجة جداً ولابد من اتخاذ قرار محدد بصددها. ومن الجيد أن ينمي الإنسان المنتبه ملكاته الفكرية والنفسية والمعرفية على فنون إدارة المواقف الحرجة واتخاذ القرارات الملائمة. وقد قيل إذا لم تميز النجاح فلن تتعلم منه وإن لم تتعلم تمييز الإخفاق فلن تصححه. وكل التجارب الحرجة تصقل لدى الإنسان الإنجاز والتطلع لأفق أعلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى