أقلام

أحمد البوخضر (البحري)أديسون الأحساء

عبدالله البحراني

أطلق عليه الأستاذ علي بن حسن البحراني لقب (أديسون الأحساء)، وهو جدير بهذا لما تركه من تطبيقات فنية على مدى أربعة عقود من الزمن. ومن أفكاره، صنع طائرة صغيرة تحلق فوق مهرجان إحدى مناسبات أفراح الأسرة. والمبخر السحري, والساعة الذكية. كما صمم جهازاً يستخدم للكشف عن مواقع العطب في أسلاك الكهرباء المدفونة تحت الأرض دون الحاجة للحفر.

تعريف بشخصيته:

أحمد محمد البوخضر البحري، من مواليد واحة الأحساء عام 1368هـ.[١] عرف بتطبيقاته الجديدة، في مجال الكهرباء والإلكترونيات. واسع الخيال. يعمل لإيجاد حلول لبعض المشاكل، وخصوصا في مجال الأجهزة الكهربائية وتوسيع الفائدة منها. وذلك بما يتوفر من أدوات وبإمكانياته الفردية, وهنا يكمن التميز والإبداع. ومن أعماله: أنه عمل على تشغيل محطة إذاعية محلية تبث برامجها لبعض من بيوت الحي. كما كان يقوم على تشغيل غطاسة مزرعته عن بعد وذلك بواسطة شريحة الجوال. وهو أول من صمم براد المياه الآلي في منطقة الأحساء, وزوده بالكثير من المزايا. وغيرها من الابتكارات الجديدة والمبهرة في زمانها.

والتقيت بأحد الإخوان، وكانت لديه مشكلة مع (غطاسة بئر الماء في مزرعته).

حيث تم استبدالها مرتين، ولم يستطع العاملين في الشـركة معرفة السبب. وكلفه ذلك أكثر من أربعة وعشـرين ألف ريال. فأشير عليه أن يستعين بــالحاج (أحمد البحري). وبالفعل فقد تمكن البحري من حل تلك المشكلة خلال يومين. يقول صاحب المزرعة, وبعد أن أنهى الرجل عمله. سألته (كم حسابك)؟ فقال: ألف ريال. فأعطيته المبلغ, وقبلت رأسه شاكرا له حسن عمله. لأن ما طلبه أقل بكثير مما توقعت.

كيف وصفوه:

وفي إحدى خطب الجمعة نوه العلامة السيد هاشم السيد محمد السلمان (بقدرات هذا الرجل, وكيف أنه على المجتمع احتضان ذوي المواهب والقدرات). وعبر عن هذه الشخصية بعض الإخوة من الكتاب والمهتمين بالشأن الاجتماعي. ومنهم :

الأستاذ علي بن حسن البحراني كتب عنه:
البحري, الشغوف بالابتكار والاختراع منذ نعومة أظفاره. أذهل كل من عرفه وشاهد ابتكاراته حتى شهدوا له بأنه رجل سابق لعصـره. ففي العاشرة من عمره قام بصنع أول دراجة, وفي سن الرابعة عشر صمم باباً خارجياً لبيتهم يمكن فتحه وإغلاقه أوتوماتيكياً باستعمال البطاريات، في زمن لم تصل الخدمات الكهربائية لتلك البيوت. هذا النبوغ المبكر كان منبأً بعالمٍ فذ سبق عصـره بخياله وقدرته على توظيف ذلك الخيال باقتدار. ورغم أنه فقد إحدى عينيه في سن مبكرة, إلا أن ذلك لم يمنعه من تعلم الكهرباء من دون معلم.[٢]

الأستاذ علي الموسى, يقول:
كان من المفترض أن يكون البحري رئيسا لفريق من الفنيين في شركة أو مؤسسة هندسية أو تقنية. تقدم حلولاً فنية للسوق في مجال التقنيات والأجهزة الخاصة التي تتطلب مواصفات معينة. وللمؤسسة حق الاستفادة من القيمة المضافة في هذه المشاريع, لما تضيفه من مواصفات خاصة يطلبها العميل على الأجهزة العادية المتوفرة. وهذا ما كان يقوم به البحري. ولكن, بإمكانياته الشخصية المحدودة. بالإضافة إلى الابتكارات والاختراعات التي تفرد بها ولم تكن مجرد تطوير لأجهزة سابقة. دون أن يكون لديه أي سعي للشهرة أو للاعتراف بإعماله وحقوقه المادية والمعنوية. لقد كان تواضعه وعمله (كما أوضح لنا) بدافع الهواية وحب التطوير. لذلك أستطيع القول أن الإنجاز الأكبر للحاج أحمد بوخضر (البحري) هو أنه أنجز لوحده الكثير وسط هذه البيئة السلبية غير الداعمة بغض النظر عن ماهية هذا الإنجاز وحجمه.[٣]

م. محمد عبدالله العيسى, كتب عنه:
قد لا يكون عندي من المعلومات ما يكفي لإعطاء هذا الرجل حقه. ولكن من خلال لقائنا القصير والذي أجريناه معه, يبدو لي أن نبوغه يكمن في اهتمامه بفهم وظائف الاشياء من الناحية التقنية, ثم القيام بتوظيف تلك الوظائف في اختراع تطبيقات أخرى. في وقت لم يكن كثير من الآخرين يعتنون او يلتفتون لتلك الأشياء. مما جعله مميزاً ونابغاً بينهم. ومن الواضح أنه يتميز بدرجة عالية من الذكاء العقلي, جعلته قادراً على فهم تلك الأشياء, رغم بساطة مستواه التعليمي. وفي تقييمي الشخصي لو قدر لهذا الرجل أن يحظى بمزيد من التعليم والإمكانات لكان له شأن عظيم.[٤]

ولو قدر لهذا (المبدع الأحسائي) البيئة والدعم والتشجيع, لأصبح في عداد الفاعلين واستفاد منه الوطن والمجتمع. وفي مساء يوم السبت الموافق 16رجب 1437هجري, قام أعضاء فريق تواصل بالأحساء بزيارة الحاج أحمد بوخضر بمنزله, وتم تكريمه وقدم له درع تذكاري. وهذه لفتة كريمة تركت الأثر الطيب في نفسه ونفوس الآخرين.

[١] (أديسون الأحساء, والذي لم الذي اخذ حقه), مقال نشر بموقع جواثا, الإلكترونية في 12/1/2018

[٢] مقال بصحيفة جواثا الإلكترونية بتاريخ 12/1/2018

[٣] الأستاذ علي الموسى, مقال منشور بموقع المطيرفي الإلكتروني.

[٤] إفادة خطية عبر (الوتس- أب) في 10/10/1439 هجري. وفي هذا اليوم (كان هناك حدث تاريخي كبير). حيث سمح للمرأة في بلادنا بقيادة السيارة, وذلك لأول مرة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1331 هجري. وسوف يشكل هذا الحدث تحولاً في التفكير وطريقة التعامل مع المرأة عموماً. ولن تكون هذه التجربة بأقل عن تجربة فتح مدارس الاولاد والبنات في البلاد.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى