أقلام

سكان كوكب المريخ وكوكب الزهرة ورمزية العلاقات الإنسانية (الحلقة ١)

أمير الصالح

صدر في بداية التسعينات من القرن الماضي للدكتور جون جراي John Gray كتاب بعنوان (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) Men from Mars ..” Women from Venus “ ، وحظي الكتاب بانتشار كبيرة جدا، حتى صار من الكتب الأكثر مبيعا في وقته، ولمدة طويلة نسبيا.

في عام ١٩٩٥ م أصدر نفس الكاتب د. جون جراي John Gray كتابا بعنوان (اجتماع المريخ والزهرة في غرفة النوم) Mars and Venus in The Bedroom “. ثم أتبعه في عام ١٩٩٦ بكتاب أسماه المريخ والزهرة في علاقة حب. وفي عام ٢٠٠٢ أصدر كتاب “Mars and Venus in The Workplace (المريخ والزهرة في أماكن العمل) يبدو لي أن الكاتب استطعم الرمزية في العلاقات الإنسانية بين المرأة والرجل، ولذا استرسل على امتداد أربعة إصدارات في تقمص الرمزية ذاتها.

لقيت كتابات المؤلف حفاوة ونجاح، وعقد مجموعة من الندوات والورش، واستقبل في عدة برامج تلفزيونية، واستفيد منه في ترويج بعض المنتجات الغذائية. وكان الهدف الأساس في كل تلكم المؤلفات متمحورا حول زيادة مساحة التواصل والفهم الفعال بين الرجل والمرأة، في أماكن العمل، والشارع، والأماكن المغلقة، والحياة العامة، مع المراعاة التامة للفوارق البيولوجية، والتفاعلات النفسية. و في عدة مقاطع يذكر المؤلف فكرة النص التالي:

“men’s complaint that if they offer solutions to problems that women bring up in conversation, the women are not necessarily interested in solving those problems, but mainly want to talk about them”.

لم يكن موضوع التواصل بين الرجل والمرأة في الحياة العامة يلامس بشكل ملحّ وقوي حياة كثير من الناس، وفي بعض الدول العربية ولاسيما الخليجية، يكون الفصل بين الجنسين جارٍ في بيئة العمل، والمطاعم، ومراكز الترفيه، وكثير من المرافق العامة، ويعد أمرا شائعا و مقبولا اجتماعيًا حتى الامس القريب.

ومع تقادم السنون، وبروز تشريعات قانونية جديدة، انخرط عدد كبير من النساء في الحياة العامة، بشكل أكبر، وأصبح وجودها غير مستغرب في كثير من الأماكن، لا بل جزءا أساسيا في منظومة العمل.

ولعله من الجيد أن يزيد سكان المريخ وسكان الزهرة من جرعات الوعي، في تشخيص السلوك المقبول وغير المقبول، بناء على عدة عوامل، ومنها الخلفية الثقافة، والمنطقة الجغرافية. ولعل من الحكمة أن يتجنب سكان المريخ الوقوع في فخ الاتهام بالتحرش نتيجة لسوء فهم، أو تخطي الخطوط الحمراء من وجهة نظر الآخرين.

وعلى سكان الزهرة التحفظ، في التعاطي مع الآخرين، و عدم الترقق في القول، أو الميوعة في المشي، أو التبرج، وكشف ما لا يصح كشفه. لأن بعض سكان المريخ يعتقد بأنه (يوسف) زمانه أو (كازنوفا) عصره!

ونتطلع أن ينبري علماء السلوك الاجتماعي، وأهل الحكمة، والمشرعون القانونيون في كل بلد عربي – بطرح دراسات ميدانية، بشكل دائم ومستمر، تحدد بشكل لا لبس فيه الخطوط الدقيقة للمقبول والمرفوض قانونيا وعرفيا واجتماعيا، أثناء التعاطي بين سكان الكوكبين، في أماكن العمل، والحياة التجارية والمهنية، لمنع أي تفسيرات تنذر باستعار حرب بين سكان الكوكبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى